التزكية والتعيين، تحت شعار "المصلحة العامة"، كان السيناريو الختامي لانتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات المصرية، التي لم تشهد عملية انتخابية بمعناها الحقيقي.

المراحل المتقدمة للعملية الانتخابية التي بدأت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بفتح باب الترشح لمدة يوم واحد، شهدت استبعاد الكثير من القيادات الطلابية، بدعوى الحرص على المصلحة العامة. 

وبحسب ما أعلنته وزارة التعليم العالي، بلغ إجمالي عدد المرشحين في الجامعات الحكومية 26 ألف و825 طالبًا.

وبحسب آخر بيانات للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن التعليم في العام الدراسي الماضي، بلغ إجمالي عدد الطلاب في الجامعات الحكومية 2 مليون و274 ألف و285 طالبًا.

وانتهى المارثون الانتخابي بتعيين اتحادات 18 كلية بجامعة الإسكندرية، و5 بجامعة القاهرة، حيث لم تكن هناك انتخابات، كذلك جاءت اتحادات 11 كلية بجامعة عين شمس بالتزكية.

كذلك تم تعيين اتحاد كلية علوم جامعة العريش، وتعيين جميع اتحادات طلاب جامعة المنصورة، وكانت التزكية نهاية العملية الانتخابية في 5 كليات بجامعة جنوب الوادي، وفي 6 كليات بجامعة بنها، و7 كليات بجامعة قناة السويس.

المصلحة العامة

نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة المنوفية "محمد الدجوي"، ، الذي تم استبعاده من الترشح يقول، إن "الاستبعاد لم يطله وحده، بل امتد إلى ما يقرب من 90% من أعضاء وقيادات اتحادات جامعته الذين قرروا الترشح".

مسؤول حكومي بالجامعة أوضح لـ"مدى مصر" أن "رعاية الشباب قالوا لنا نستبعد بعض الطلبة اللي كان ليهم نشاط وشغالين معانا السنة اللي فاتت عشان المصلحة العامة".

نفس المصير أكده رئيس اتحاد طلاب جامعة بني سويف للعام الماضي "أحمد السيد"، قائلا إن "عددًا من أعضاء الاتحاد، بينهم أمين عام لجنة الأُسر بالاتحاد، ورؤساء اتحادات كليات علوم الأرض، والتمريض، وعلوم ذوي الاحتياجات الخاصة، تم استبعادهم من قوائم المرشحين حرصًا على المصلحة العامة".

ولم تذكر اللائحة التنفيذية المعدلة لقانون تنظيم الجامعات "الحرص على المصلحة العامة" كمبرر لاستبعاد أي مرشح، لكنها حددت في مادتها (324) الشروط الواجب توفرها في المرشح لانتخابات الاتحادات، من بينها "أن يكون له نشاط طلابي موثق في الجامعة أو الكلية أو المعهد في مجال اللجنة المرشح لها عدا طلاب السنة الجامعية الأولى".

ووفق الباحث في مركز "عدالة" الحقوقي، "محمود شلبي"، فإن المركز رصد خلال متابعته للعملية الانتخابية حالات استبعاد أعضاء اتحادات في العام الماضي، من الترشّح في انتخابات العام الحالي.

واستبعاد الطلاب من الترشّح بحسب "شلبي" لم يعد يتحكم به الأمن فقط، لأسباب الانتماء للحركات السياسية، بل دخلت إدارات رعاية الشباب على الخط بقوة بهدف عدم وجود طلبة معارضين في الاتحادات بأي شكل، والذين قد تكون لهم مطالبات لحقوق تزعجهم فيقوموا باستبعادهم من المنبع، فالهدف الرئيسي لرعاية الشباب هو مجيء اتحاد مُعين أو بالتزكية.

وتسببت القبضة الأمنية إضافة إلى حالة الطوارئ في البلاد، في إضعاف الحركة الطلابية، والتضييق على أنشطتها، بل وإجبارها على السير في ركب السلطة، وعدم الخروج عن إرادة الإدارات الجامعية.