عشرات الآلاف حول العالم يصلون الغائب على خاشقجي (صور وفيديو)

الجمعة 16 نوفمبر 2018 03:11 ص

لبى عشرات الآلاف حول العالم، دعوات إقامة صلاة الغائب على الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، الذي اغتيل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، حيث أدى مسلمون حول العالم، الصلاة، مبتهلين الرحمة له، والعقاب واللعنة على قاتليه.

وأُقيمت صلاة الغائب على الصحفي السعودي، الذي قُتل الشهر الماضي، في القنصلية السعودية بإٍسطنبول، عقب صلاة الجمعة، في المسجد النبوي والحرم المكي في السعودية، وعدد من  المدن التركية، بالإضافة إلى عواصم عالمية منها لندن، وباريس، وواشنطن.

كما أدى الصلاة، على "خاشقجي" مسلمون في القدس، وإسلام أباد، وجاكرتا، وتونس، والرباط، والكويت، حسبما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

جاءت إقامة هذه الصلوات، تلبية لدعوة "صلاح" نجل "خاشقجي"، ورابطة "أصدقاء جمال خاشقجي حول العالم"، ورموز عربية وتركية وناشطين، في ذكرى مرور 44 يوما على مقتله، وبعد يوم واحد من اعتراف النيابة السعودية بتقطيع جثته عقب اغتياله.

وصلاة الغائب كصلاة الجنازة، وفق الشريعة الإسلامية، لكنها تقام على من مات في بلد بعيد يتعذر معه نقل جثمان المتوفى، أو على من لم يتم العثور على جثته لأي سبب.

الحرمان الشريفان

البداية، كانت فجر الجمعة، بالمسجد النبوي في المدينة المنورة، حينما أقيمت أول صلاة غائب على "خاشقجي"، بحضور نجله "صلاح"، وفق صور ومقاطع فيديو تم تداولها على منصة "تويتر".

وعبر حسابه على "تويتر"، كتب الشيخ "صالح بن عواد المغامسي"، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة، عن مشاركته في ‎صلاة الغائب على "خاشقجي"، قائلا: "شاركتُ المصلين في المسجد النبوي الصلاة على الميت الغائب أخينا جمال خاشقجي رحمه الله، وذلك فجر اليوم الجمعة".

وعقب صلاة الجمعة، شهد المسجد الحرام بمكة، صلاة الغائب على "خاشقجي"، بحضور عشرات الآلاف الذين يأتون في هذا التوقيت لأداء العمرة.

وفي الحرمين، غابت المشاركة الرسمية أو إعلان اسم "خاشقجي"؛ إذ تمت المناداة للصلاة عليه بعبارة "الصلاة على الميت الغائب".

الفاتح ومدن تركيا

أما في تركيا، حيث اغتيل "خاشقجي"، فكان التجمع الأبرز، وكان التنديد بمقتله أكثر وضوحا، حيث أدى أكثر من ألفي شخص صلاة الغائب على "خاشقجي" بمسجد الفاتح في مدينة إسطنبول.

وشارك في صلاة مسجد "الفاتح"، مستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي "ياسين أقطاي"، والأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين "محمود حسين"، والمئات من الكتاب والصحفيين والإعلاميين العرب والأتراك، بالإضافة إلى المصلين.

ورفع المشاركون صور "خاشقجي"، كتب عليها "القتيل"، وصورة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" مكتوبا عليها "القاتل".

وشارك في الصلاة "خديجة جنكيز"، خطيبة "خاشقجي"، التي غردت بصورة من الصلاة، وعلقت عليها بالقول: "تقبل الله روحك".

لم تقتصر صلاة الغائب على "خاشقجي" في تركيا على مسجد الفاتح، حيث جرت أيضا صلوات مماثلة في مسجد قوجا تبه بالعاصمة أنقرة بمشاركة المئات، ومدن تركية أخرى، منها ديار بكر، حسب رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا "توران كشلاكجي".

إندونيسيا

وفي العاصمة الإندونيسية جاكرتا، أقيمت، صلاة الغائب على "خاشقجي"، بمشاركة المئات داخل مسجد "أبي بكر الصديق"، أحد أكبر مساجد العاصمة.

وأعلن الشيخ السعودي "يوسف عبدالغني"، وهو إمام زائر لدى المسجد، باللغة العربية أنه سيؤم المصلين في صلاة الغائب على "خاشقجي".

ويزور "عبدالغني" المسجد ضمن مهمة خاصة به، بالتعاون مع إحدى منظمات الإغاثة الإنسانية.

وقبيل الصلاة، قال "عبدالغني" إنه سيتم تأدية صلاة الغائب على "الشهيد خاشقجي، الذي قتل ظلما".

وأضاف أن صلاة الغائب "سنة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتقام عادة على أولئك الذي يقاتلون من أجل الإسلام".

وتابع: "نصلي عليه (خاشقجي) ليرحمه الله، ويغفر له خطاياه، ويجعل قاتليه يدفعون الثمن".

الأقصى

ومن الأراضي المحتلة، ومن ثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى، أدى المئات صلاة الغائب على "خاشقجي".

 

 

عواصم أخرى

إقامة صلاة الغائب، لم تقتصر على ذلك فحسب، بل شملت عواصم ومدن عربية وغربية، وفقا لرئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا، "توران كشلاكجي"، الذي قال إن صلاة الغائب على خاشقجي ستقام في مدن عديدة حول العالم مثل لندن وباريس وواشنطن وإسلام آباد وجاكرتا والرباط وتونس والكويت، إضافة إلى إسطنبول.

والخميس، اعترفت النيابة السعوية بأن جثة "خاشقجي" تم تقطيعها بعد قتله، وأعلنت مطالبتها بإعدام 5 من السعوديين الموقوفين على ذمة القضية، من أصل 11 شخصا تم توجيه تهمة القتل لهم، من إجمالي 21 موقفا على ذمة القضية.

ولفتت النيابة إلى أن الواقعة بدأت يوم 29 سبتمبر/أيلول الماضي، بهدف استعادة "خاشقجي" للمملكة، لكن قائد المهمة قرر قتله في حال فشل في إقناعه، قبل أن يقدم تقريرا كاذبا لرؤسائه بحقيقة ما حدث.

واستهجنت تركيا الرواية السعودية الجديدة، واعتبرتها "غير مرضية"، مؤكدة أن مقتل وتقطيع جثة "خاشقجي" مخطط له من السعودية، مشددة أنها ستعمل مع المجتمع الدولي لكشف ملابسات الموضوع بكل تفاصيله.

ويتانقض الإعلان السعودي مع ما تؤكده وسائل إعلام غربية وتركية بأن من أصدر أمر قتل "خاشقجي"، هو ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، فضلا عن إعلان سابق من النيابة العامة السعودية أن الجريمة حدثت جراء شجار عابر مع أشخاص في القنصلية.

  كلمات مفتاحية

تركيا السعودية خاشقجي صلاة الغائب

خاشقجي.. الروايات السعودية من مزاعم الخروج إلى الاعتراف بالتقطيع