المخابرات الأمريكية تخلص إلى أن بن سلمان أمر بقتل خاشقجي

السبت 17 نوفمبر 2018 01:11 ص

خلصت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" إلى أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" أمر بقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بإسطنبول مطلع الشهر الماضي.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن تقييم وكالة الاستخبارات الأمريكية سيعقد جهود إدارة الرئيس "دونالد ترامب" للحفاظ على علاقتها مع حليفها الوثيق "بن سلمان".

وللتوصل إلى استنتاجاتها، فحصت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مصادر استخباراتية متعددة، بما في ذلك مكالمات هاتفية أجراها سفير السعودية لدى واشنطن "خالد بن سلمان"، شقيق ولي العهد السعودي.

وبحسب مصادر "واشنطن بوست" فإن "خالد بن سلمان" أخبر "خاشقجي" أنه يجب عليه الذهاب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على الوثائق التي يريدها، مؤكدا له أنه سيكون آمنا.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه ليس من الواضح ما إذا كان "خالد" يعلم أن "خاشقجي" سيقتل، لكنه أخبر أخاه ولي العهد بما جرى مع "خاشقجي" عبر اتصال، جرى اعتراضه من قبل المخابرات الأمريكية.

استنتاج وكالة المخابرات المركزية حول دور "بن سلمان" كان مستنداً أيضاً إلى تقييم الوكالة لولي العهد باعتباره الحاكم الفعلي للبلاد الذي يشرف حتى على شؤون ثانوية في المملكة.

وقال مسؤول أمريكي مطلع على استنتاجات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: "إن الموقف المقبول هو أنه لم يكن من الممكن حدوث ذلك دون علمه (بن سلمان) أو مشاركته".

ورأى المسؤول أن "بن سلمان" متقلب ومتعجرف، مضيفا أن "الشخص الذي يذهب من صفر إلى 60، لا يبدو أنه يفهم أن هناك بعض الأشياء التي لا يستطيع القيام بها".

مصير "بن سلمان"

ويعتقد محللو الـ"سي آي إيه" أن "بن سلمان" يحتفظ بقبضة قوية على السلطة، وأنه ليس في خطر فقدان وضعه كخليفة للعرش رغم فضيحة "خاشقجي".

وقال المسؤول الأمريكي: "الاتفاق العام هو أنه من المرجح أن ينجو بن سلمان من هذه الأزمة"، مضيفا أن دور "بن سلمان" باعتباره الملك السعودي المستقبلي "أمر مسلم به".

وأثار اغتيال "خاشقجي" أزمة في السياسة الخارجية للبيت الأبيض وأثار تساؤلات حول اعتماد الإدارة الأمريكية على السعودية كحليف رئيسي في الشرق الأوسط ضد إيران.

وقاوم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلقاء اللوم على "بن سلمان"، الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع "جاريد كوشنير"، صهر "ترامب" وكبير مستشاريه.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن وكالة المخابرات المركزية لا تعرف مكان بقايا "خاشقجي"، وفقا لأشخاص مطلعين على تقييم الوكالة.

ومن بين المعلومات التي جمعتها وكالة المخابرات المركزية (CIA) تسجيل صوتي من جهاز استماع وضعه الأتراك داخل القنصلية السعودية، بحسب الأشخاص المطلعين على التقرير.

وقالت "واشنطن بوست" إن الجانب التركي أعطى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية نسخة من هذا التسجيل الصوتي، واستمعت مديرة الوكالة "جينا هاسبل" إلى ذلك.

وفحصت وكالة المخابرات المركزية أيضا اتصالا من داخل القنصلية، أجراه "ماهر مطرب" بعد مقتل "خاشقجي".

وأجرى "مطرب" المكالمة مع "سعود القحطاني"، الذي كان آنذاك أحد كبار مساعدي "بن سلمان"، وأبلغه أن العملية قد اكتملت، وفقا لأشخاص مطلعين على المكالمة.

تسجيلات صوتية

وقالت "واشنطن بوست" إن تقييم وكالة المخابرات المركزية لدور "بن سلمان" في الاغتيال جاء أيضا مع المعلومات التي قدمها مسؤولون في العديد من العواصم الأوروبية، خلصت إلى أن العملية كانت قاسية جدا، بحيث إنها لا يمكن أن تتم بدون توجيه من "بن سلمان".

وقال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن حكومته شاركت تسجيلات صوتية للجريمة مع ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية.

بالإضافة إلى المكالمات والتسجيلات الصوتية ، قام محللو الـ"سي آي إيه" أيضاً بربط بعض أعضاء الفريق السعودي مع "بن سلمان" نفسه.

وخدم بعض الأعضاء الـ 15 في فريق "بن سلمان" الأمني ​​وسافروا إلى الولايات المتحدة خلال زيارات قام بها مسؤولون سعوديون كبار، بما في ذلك ولي العهد، وفقاً لسجلات جوازات السفر التي استعرضتها "واشنطن بوست".

وقالت الصحيفة الأمريكية إن ما حصلت عليه الولايات المتحدة من معلومات استخباراتية قبل مقتل "خاشقجي" تشير إلى أنه قد يكون في خطر، لكن بعد اختفاء الصحفي السعودي بدأت وكالات الاستخبارات الأمريكية في البحث عن أرشيف الاتصالات التي تم اعتراضها واكتشفت مواد تشير إلى أن العائلة المالكة السعودية كانت تسعى لجلب "خاشقجي" إلى الرياض.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة إنه لا يوجد أي مؤشر على أن المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بهذه المعلومات قبل اختفاء "خاشقجي" أو أنهم أضاعوا أي فرصة لتحذيره.

موقف "ترامب"

وأخبر "ترامب" كبار المسؤولين في البيت الأبيض أنه يريد بقاء "بن سلمان" في السلطة، باعتبار أنه يقوم بدور أساسي في مواجهة إيران، التي تصنفها الإدارة الأمريكية كأهم تحدٍ أمني لها في الشرق الأوسط. 

وقال "ترامب" إنه لا يريد أن تؤثر أزمة "خاشقجي" على إنتاج النفط من قبل المملكة.

واعتبرت "واشنطن بوست" أن أحد الأسئلة العالقة هو لماذا قرر "بن سلمان" قتل "خاشقجي"، الذي لم يكن يحاول إقالة ولي العهد.

وأشارت الصحيفة إلى مكالمة أجراها "بن سلمان" بعد أيام من اختفاء "خاشقجي" مع "كوشنر" ومستشار الأمن القومي "جون بولتون"، قال فيها ولي العهد إن "خاشقجي" إسلامي خطير يتبع "الإخوان المسلمين".

وأكدت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين غير واضحين بشأن موعد أو ما إذا كانت الحكومة السعودية ستتابع تنفيذ عمليات الإعدام بحق الأفراد الذين تم اتهامهم بقتل "خاشقجي".

وقال مسؤول أمريكي "يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها أو يستغرق 20 عاما"، مضيفا أن تضحية "بن سلمان" بطاقمه يمكن أن تقوض الخطوات المستقبلية لولي العهد، باعتبار أن ذلك سيصعب مهمته في الاعتماد على أشخاص يطيعون أوامره لاحقا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ترامب الإدارة الامريكية الاستخبارات الأمريكية بن سلمان مقتل خاشقجي