قال ناشطون وإعلاميون مهتمون بالشأن الأمريكي إن بيان الخارجية الأمريكية، الذي صدر السبت، لم ينف خلاصة الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالة المخابرات المركزية CIA حول مسؤولية ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" عن مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، وذلك رغم نصه الذي أشار إلى عدم توصل الحكومة الأمريكية بعد إلى استنتاج بشأن الأمر.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت، السبت، أن الولايات المتحدة لم تتوصل بعد إلى "نتيجة نهائية" تحدد من هو المسؤول عن مقتل "خاشقجي".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "هيذر ناورت" إن التقارير الأخيرة حول توصل الإدارة الأمريكية لخلاصة نهائية بشأن مقتل الصحفي "خاشقجي" غير دقيقة.
وأوضحت "ناورت" أنه "مازالت هناك أسئلة عديدة لم يتم الإجابة عليها فيما يتعلق بقتل جمال خاشقجي"، مؤكدة أن الولايات المتحدة مصممة على محاسبة جميع المسؤولين عن قتل "خاشقجي".
وقال الصحفي "عبدالمنعم محمود" إن بيان الخارجية الأمريكية أشار لنفي وجود استنتاج للإدارة الأمريكية بشأن قضية "خاشقجي" وليس نفي ما نشر من تسريبات في وسائل إعلام أمريكية ودولية حول توصل المخابرات الأمريكية إلى خلاصة تشير إلى أن "بن سلمان" هو من أمر بقتل "خاشقجي".
وأضاف أن استنتاج CIA لم يستطع الرئيس الأمريكي نفسه نفيها، في تصريحاته، منذ ساعات، واكتفى بالتأكيد على أنه سيتحدث مع مسؤولي وكالة المخابرات.
هذا الرأي أيدته الصحفية المهتمة بالشأن الأمريكي، ومراسلة قناة "الجزيرة" بواشنطن، "وجد وقفي"، التي أشارت إلى أن بيان الخارجية الأمريكية لم يكن واضحا بالفعل، فهو يتحدث عن عدم توصل "الحكومة الأمريكية" إلى خلاصة بشأن اغتيال "خاشقجي".
وأضافت أن سبب عدم وضوح البيان أن ما من أحد نشر تقارير عن توصل "الحكومة" إلى خلاصة، لكن التقارير كانت عن الخلاصة التي توصلت إليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، وهناك فرق كبير.
وأكدت "وجد" أن الخارجية الأمريكية بدورها لم تنف خلاصة CIA.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض "سارة ساندرز" قد رفضت الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت CIA قد توصلت إلى أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" قد أمر بقتل "خاشقجي".
يذكر أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي كان "خاشقجي" أحد كتابها، ذكرت - مساء الجمعة - أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" خلصت إلى أن ولي العهد السعودي أمر بقتل "خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بإسطنبول مطلع الشهر الماضي.
وتبع "واشنطن بوست" في النشر صحفا أمريكية أخرى، مثل "نيويورك تايمز"، ووكالات أنباء عالمية، مثل "رويترز".
وفي وقت سابق السبت، كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن تركيا تمتلك سجلا كاملا من الاتصالات داخل وخارج القنصلية السعودية فى إسطنبول، تخص الأسبوع الذي قتل فيه الصحفي "جمال خاشقجي".
ووفق لمصدر تركي تحدث للموقع البريطاني، فإن أنقرة سوف تستخدم هذه الاتصالات لتفكيك أحدث رواية سعودية لعملية قتل "خاشقجي" داخل القنصلية والتي أشارت إلى أن أمر القتل كان وليد اللحظة، وقد أصدره قائد فرقة الاغتيال الذي لم تسمه.
