صبت جماهير النادي الأهلي المصري غضبها على اتحاد كرة القدم في بلادها، برئاسة "هاني أبوريدة"، عقب خسارة لقب دوري أبطال أفريقيا 2018، وحملت إياه مسؤولة الإخفاق في استعادة العرش الأفريقي واتهمته بالتخاذل، مقارنة بما فعله الاتحاد التونسي للعبة مع نادي الترجي الرياضي.

وفرط الأهلي في التتويج بدوري أبطال أفريقيا، بالخسارة إياباً أمام الترجي، بثلاثية نظيفة، في تونس، بعد أن فاز ذهاباً بثلاثة أهداف مقابل هدف، في مصر.

وبدأت الأزمة عندما فرض الاتحاد الأفريقي "كاف" مجموعة من العقوبات على الأهلي والترجي، عقب مباراة الذهاب، حيث قرر إيقاف هداف المارد الأحمر، المغربي "وليد آزارو" لمدة مباراتين وتغريمه 20 ألف دولار، لاتهامه بمحاولة التحايل على الحكم للحصول على ركلة جزاء عن طريق تمزيق قميصه، واتهام المدرب الفرنسي "باتريس كارتيرون" بالتواطؤ معه.

كما قرر "كاف" تغريم إدارة الترجي 300 ألف دولار واللعب مباراتين دون حضور الجمهور مع تأجيل التنفيذ، وغلق مدرج "الفيراج" خلال مباراة الإياب، على خلفية أعمال الشغب التي شهدها ملعب رادس، بنصف النهائي، أمام بريميرو دي أجوستو الأنغولي.

ومارس الترجي بمساعدة الاتحاد التونسي ضغطاً كبيراً على "كاف"، ما دفع الأخير للتراجع عن قراره بإغلاق "الفيراج" الذي يتسع لـ20 ألف مشجع، مع تثبيت باقي العقوبات، ورفض طلب رفع الإيقاف عن الثنائي "فرانك كوم" و"هيثم الزوادي"، الذي تقدم به نادي الدم والنار بحجة ما يعتقد أنه ظلم تحكيمي تعرض له في الذهاب، وفي المقابل رفض طلب الأهلي المدعوم ببيان من اتحاد الكرة لرفع الإيقاف عن "آزارو".

وألقت جماهير الأهلي في إيقاف "آزارو" باللوم على مخرج مباراة الذهاب الذي اتهمته بأنه ينتمي للغريم اللدود الزمالك وقام بتسريب فيديو يظهر المهاجم المغربي وهو يقوم بتمزيق قميصه، لكن الاتحاد الأفريقي أكد أن لجنة الانضباط اتخذت القرار بناء على البث الأصلي للمباراة  "FEED"، وأن الأمر لا علاقة له بالبث التليفزيوني أو لقطات مسربة.

وفي تونس تعرض الأهلي لعدة تجاوزات، البداية مع وجود طائرات تحلق فوق ملعب التدريب من أجل تصويره ونقله للجهاز الفني للفريق التونسي، وصولاَ للهجوم على حافلة المارد الأحمر وتعرض لاعبه "هشام محمد" لإصابة في الرأس.

ودافع عضو اتحاد الكرة المصري، "أحمد مجاهد"، عن موقفهم، قائلاً: "ندعم كافة الملفات المقدمة من قبل الأندية المصرية، وهناك اتصالات مستمرة مع مسؤولي الأهلي خلال الفترة الأخيرة لمناقشة ما حدث قبل مباراة الترجي".

وأضاف: "فرق كبير بين المزايدة واتخاذ قرارات حاسمة، لنكن منصفين الاتحاد التونسي كل ما فعله من تأثير على وسائل الإعلام لم يكن له أي علاقة من قريب أو بعيد بقرار الكاف".

وأكمل "مجاهد": "بالنسبة لعقوبة رفع الإيقاف عن مدرج الترجي كان من المتوقع مثلما حدث من قبل مع الأهلي عقب مباراة حوريا الغيني".

وتابع: "كما أن الأهلي ليس له علاقة بأخطاء الحكم الجزائري في الذهاب، فالترجي والاتحادين المصري والتونسي ليس لهم علاقة بتمزيق قميص أزارو، فاللاعب هو المخطأ".

وأردف: "لا داعي لرمي التهم على اتحاد الكرة ليتحمل المسؤولية، خسارة الأهلي لم تكن بسبب الاتحاد".

هذه ليس الأزمة الأولى بين الاتحاد المصري وأحد الأندية، فقد سبق ذلك بأسابيع قليلة، هجوم من قبل المصري البورسعيدي عليه بداعي تعرضه لانتهاكات خلال مواجهة فيتا كلوب الكونغولي، في إياب نصف نهائي الكونفدرالية الأفريقية، لكن الأمر لم يتعد تصريحات إعلامية، حيث اتضح فيما بعد افتعال التوأم مدربه السابق "حسام حسن" وشقيقه "إبراهيم" للأزمة.

ومن جانبه أوضح خبير اللوائح "نصرالدين عزام" أن الاتحاد الأفريقي لا يتعامل مباشرة مع الأندية بل يتواصل معها عبر الاتحادات الأهلية، مشيراً إلى أن خطاب إيقاف "أزارو" وصل إلى الاتحاد المصري وليس إلى الأهلي.

وأضاف: "تنص اللوائح أنه لا يمكن لأي ناد التواصل مع الاتحاد القاري أو الدولي بعيداً عن اتحاده الوطني، كما أن الأخير لا يمكنه التحرك من نفسه فيما يخص النادي".

واستشهد "عزام" بواقعة قيام اتحاد الكرة المصري بسداد مستحقات أجانب الزمالك السابقين حتى لا يتعرض لخصم نقاط من رصيده بالدوري، وقال: "الاتحاد قام بسداد 300 ألف دولار بعد طلب رسمي من النادي الأبيض بحكم أن له مستحقات مالية، لديه نظير مشاركة لاعبيه مع المنتخب في كأس العالم".

وأردف: "التعاون بين الترجي والاتحاد التونسي كان مثمرا للغاية بسبب التواصل المستمر بينهما، والاجتماعات بين المسؤولين هنا هناك، عكس الأهلي والاتحاد المصري فكلاهما اكتفى في أغلب الوقت بالتصريحات الإعلامية، لحث الآخر على التحرك".