أكد السيناتور الجمهوري الأمريكي "​ليندسي غراهام"​ أنه من المستحيل أن يصدق أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لم يكن على علم بقتل الصحفي السعودي "​جمال خاشقجي​"، داخل قنصلية المملكة بإسطنبول في الثاني من الشهر الماضي، معتبرا أن "بن سلمان" بات "قوة مدمرة في الشرق الأوسط".

وقال "غراهام"، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية: "يستحيل تصديق أن فريقا يستقل طائرتين إلى ​تركيا​ ويقطع شخصا ينتقد ولي العهد السعودي داخل القنصلية من دون علمه أو موافقته".

ولفت إلى أن "السعودية ستواجه صعوبات في المجتمع الدولي طالما يمثلها ولي عهدها الحالي"، مشيراً إلى أن "السعودية حليف مهم لكن عندما يتعلق الأمر بولي العهد فهو غير منطقي وألحق ضررا كبيرا في العلاقة مع واشنطن".

واعتبر السيناتور الجمهوري، أن "بن سلمان قوة مدمرة في الشرق الأوسط، فقد فرض حصارا على قطر دون إعلام أحد، وشن حربا مدمرة على اليمن، وفرض إقامة جبرية على رئيس وزراء لبنان سعد الحريري".

ويصعد "غراهام"، النائب عن ولاية ساوث كارولينا، خلال الأيام الأخيرة من لهجته ضد ولي العهد السعودي، بعد أن كان قد هدأ حدة هجومه عليه، بعد نحو أسبوعين من اغتيال "خاشقجي".

وحسب تقرير نشره، السبت، موقع "إنتيليحنزر"، فإن السيناتور الجمهوري "ليندسي غراهام" في طريقه إلى شغل منصب رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، ما يعزز مكانته في الوسط السياسي الأمريكي وتحت قبة الكونغرس بالذات، ما سيزيد المصاعب بشكل كبير على "بن سلمان".

وعندما يتولى "ليندسي غراهام" رئاسة اللجنة القضائية في الكونغرس، فإن هذا التطور يعني أن الشيوخ الأمريكيين سينتقلون من نقاش فرض العقوبات على الرياض إلى مسألة خلع الأمير "محمد بن سلمان"، بحسب ما أوردته "الجزيرة".

ومنذ ساعات، قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إن الولايات المتحدة ستحدد بشكل واضح من قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، خلال اليومين المقبلين، وأن تقريرا مفصلا عن تطورات الجريمة سيكون أمامه بغضون الإثنين أو الثلاثاء.

وشهدت الأيام الماضية تضييق الخناق على "بن سلمان" أمريكيا، بعد تأكيد وسائل إعلام أمريكية أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قدمت خلاصة رسمية مفادها أن "بن سلمان" هو من أمر بقتل "خاشقجي"، وأن تلك الخلاصة تم إبلاغها للكونغرس والإدارة الأمريكية.

ورغم حديث الحكومة الأمريكية عن عدم توصلها إلى خلاصة حول الأمر، لكنها لم تنف أنباء خلاصة CIA.

ويتوقع مراقبون أن تتطور المواجهة بين الإدارة الأمريكية، التي تصر على التمسك بولي العهد السعودي باعتباره حليفا شديد الأهمية لاسيما من الناحية الاقتصادية، والكونغرس الذي يقود الآن حملة لمعاقبته بشكل واضح على الأمر، واعتبار أن التحالف مع السعودية في خطر بوجود "بن سلمان".