ن.تايمز: ترامب يقاوم مخابراته والكونغرس والأدلة لإنقاذ بن سلمان

الاثنين 19 نوفمبر 2018 04:11 ص

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لا يزال يحاول التغطية على ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، لنفي مسؤوليته عن مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، مخاطرا بالاصطدام بالمخابرات المركزية التي خلصت إلى مسؤولية "بن سلمان" عما حصل، والكونغرس الذي يطالب بعقابه بشكل حقيقي.

واعتبرت الصحيفة، في تقرير لها، أن علاقات مستشار "ترامب" وصهره، "غاريد كوشنر" بـ"بن سلمان" وصفقات السلاح مع المملكة سببان لا يزالان يشكلان موقف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من قضية قتل "خاشقجي" رغم كل التطورات والدلائل التي أظهرت تورط ولي العهد السعودي في الأمر.

والجمعة الماضي، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن CIA توصّلت إلى أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، هو من أمر باغتيال "خاشقجي"، داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما نفته السعودية.

وردا عن ذلك، قال "ترامب"، السبت، في تصريحات إعلامية، إنه "كرئيس، عليه أخذ العديد من الأمور بعين الاعتبار".

وقالت "نيويورك تايمز"، نقلا عن مصدر، إن "غاريد كوشنر"، وهو مستشار "ترامب" المقرب وصهره، ينظر إلى ولي العهد السعودي على أنه "شخصية أساسية في إطار الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين"، وأنه "ساهم في تغيير رد الفعل السعودي تجاه قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس العام الماضي".

وعلاوة على ذلك، ينظر "ترامب" إلى السعودية على أنها سوق مهمة للسلاح الأمريكي، بحسب المصدر نفسه.

ونقلت الصحيفة عن "ترامب" قوله، في وقت سابق إن "السعودية ساهمت في توفير وظائف للأمريكيين، من خلال وعدها بشراء أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار".

وقالت إن "موقف ترامب يشير بشكل لا غبار عليه إلى أنه يستثمر في وريث العرش السعودي الشاب الذي أصبح نقطة ارتكاز لاستراتيجية الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، بدءا من إيران، وصولا إلى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية".

وبالنسبة لـ"ترامب"، أشارت الصحيفة إلى أنه "يكفي فقط أن ينفي الأمير محمد (ولي العهد السعودي) في مكالماته الهاتفية معه، أي مسؤولية له عن مقتل خاشقجي".

واعتبرت أن الموقف يشبه إلى حدّ كبير موقف "ترامب" بشأن التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة لعام 2016، "عندما أعلن الرئيس الأمريكي أن نظيره الروسي نفى له مرارا أي تدخل في تلك الانتخابات".

وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أنه "على ضوء ذلك، وبينما تتزايد الأدلة التي تشير إلى مسؤولية ولي العهد السعودي عن مقتل خاشقجي، يعزز ترامب فقط من رفضه لتصديق أي نتيجة تتعلق بمسؤولية الأمير بن سلمان".

وأضافت أن موقف "ترامب" شهد "تحولا لافتا"، حيث سبق، في تعليقه حول مقتل "خاشقجي" مع بداية القضية، أن ندد بالسعودية بسبب ما وصفه بـ"أسوأ عملية تستر في التاريخ".

لكنه عاد ووصف الرياض مؤخرا بأنها "حليف رائع"، رغم إشارة وكالة الاستخبارات المركزية CIA إلى تورط ولي العهد.

وتابعت أن "ترامب يخاطر، بذلك، بأن يصطدم بأجهزة استخباراته".

وأوضحت أن "موقف ترامب بات معزولا عن الاتجاه السائد داخليا وخارجيا".

وأشارت إلى أن أعضاء بالكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يحمّلون – صراحة – "بن سلمان" مسؤولية قتل "خاشقجي"، فضلا عن مطالبة الاتحاد الأوروبي بالكشف عن الحقيقة كاملة في ذلك.

لكن سياسيين وحقوقيين وإعلاميين في الولايات المتحدة يقولون إن "ترامب" يحاول التغطية على "بن سلمان"، حفاظًا على مصالح واشنطن.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة السعودية ترامب محمد بن سلمان المخابرات الأمريكية غاريد كوشنر جمال خاشقجي