خاشقجي يهدد شراكة بين السعودية ومصنعي السلاح بجنوب أفريقيا

الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 07:11 ص

تهدد الأزمة التي تواجهها السعودية، على خلفية اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"، شراكة ضخمة مع شركة السلاح الحكومية في جنوب أفريقيا.

شركة "دينيل" لصناعة السلاح في جنوب أفريقيا، كانت تعول على السيولة الكبيرة، التي ستقدمها المملكة، والتي قد تصل إلى مليار دولار، لتفادي سنوات من سوء الإدارة، تكبدت خلالها خسائر كبيرة ، فضلا عن فضيحة استغلال نفوذ واسعة النطاق.

وحللت "رويترز" بيانات صادرات السلاح الجنوب أفريقية، على مدى 5 سنوات، وتحدثت مع موظفين سابقين وحاليين في "دينيل"، وحصلت على عروض توضيحية داخلية بشأن خطط لإنقاذ الشركة، ليتضح أن السعودية وحلفاءها حصلوا على نحو نصف صادرات سلاح الشركة، في الفترة الأخيرة، فضلا عن تقديمهم جزءا كبير من الطلبيات المستقبلية.

وسبق أن قال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الدفاعية، "أندرياس شوير"، إن الخبرات التي تملكها الشركة الأفريقية، هي عامل الجذب بالنسبة للسعودية، مع سعيها لبناء صناعة الدفاع لديها.

وأضاف: "جنوب أفريقيا تمتلك قدرات متكاملة إلى حد بعيد لأنهم كانوا مجبرين على أن يعتمدوا على أنفسهم تماما".

وتسعى السعودية لإبرام شراكة موسعة مع "دينيل" تشمل الاستحواذ على حصة الأقلية، التي تملكها الشركة في مشروع مشترك مع "راينميتال" الألمانية.

يسعى السعوديون لبناء صناعة سلاح محلية في ظل قلق الموردين التقليديين من سجلها في مجال حقوق الإنسان.

ويهتم بعض العاملين في "دينيل" بإبرام تحالف، معتبرين إياه السبيل الوحيد لإنقاذ الشركة التي تواجه صعوبة في سداد الأجور، غير أن بعض المسؤولين في جنوب أفريقيا يشعرون بالقلق من القيام بأعمال مع السعودية، في ظل ما تواجهه حاليا من اتهامات على خلفية قضية "خاشقجي".

صفقة مهددة

يقول المحلل في الشؤون الدفاعية "هيلمود هيتمان": "يعتمد مصير دينيل على الصفقة.. الصناعة بأسرها تتوقف على الصفقة".

ويضيف: "أعتقد بأن فرص إتمامها 50%.. من يتبنون نهجا عمليا يريدون المضي قدما، لكن قضية خاشقجي دعاية سيئة".

ويواجه الرئيس الجنوب أفريقي "سيريل رامابوسا" وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي (الحاكم) انتخابات العام المقبل، ولذلك قد يتحول الاتفاق إلى قضية سياسية ضدهما.

في وقت يطالب "التحالف الديمقراطي" (حزب المعارضة الرئيسي) برفض العرض السعودي.

ويقول عضو البرلمان عن التحالف، "ستيفنز موكجالابا": "وضع شركتنا الدفاعية التابعة للدولة تحت تصرف طاغية قاتل من شأنه أن يجعل الدولة كلها متواطئة في الفظائع التي يرتكبها نظام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضد حقوق الإنسان".

ويضيف: "مجرد إجراء مفاوضات لبحث هذا من الأساس يشكل إدانة لنهج حكومة رامابوسا تجاه انتهاكات حقوق الإنسان الدولية".

قيم جنوب أفريقيا

بيد أن وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، "لنديوي سيسولو"، كانت قد شددت على أن أي مشاورات بخصوص اتفاق محتمل، ستستند إلى قيم جنوب أفريقيا.

وأضافت للصحفيين، قبل أيام: "ديننا المشترك هو حقوق الإنسان.. لقد عانينا طويلا جدا بدرجة تمنعنا من الانحراف عن هذا الاعتقاد".

وتابعت: "غير أن قتل خاشقجي سبب معضلة".

وكانت أنباء العروض السعودية أثارت انتقادات بوسائل التواصل الاجتماعي الجنوب أفريقية، غير أن مصدرا رفيع المستوى في حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي"  قال إن الحكومة لن تتعجل في اتخاذ قرارها.

وأضاف المصدر: "هذا من الأصول الاستراتيجية؛ لذلك سوف أتوخى الحذر في التعامل مع أي بلد آخر، سواء أكان السعودية أم غيرها".

لكن رغم تأكيد "رامابوسا" بأن هناك عروضا من أطراف أخرى غير السعودية، لم يتقدم أحد بعرض علنا.

  كلمات مفتاحية

السعودية شراكة جنوب أفريقيا السلاح صفقة خاشقجي

السعودية تواصل محادثات شراكة مع مصنعي السلاح بجنوب أفريقيا