وول ستريت: دعم بن سلمان يضعف ترامب داخليا وخارجيا

الأربعاء 21 نوفمبر 2018 01:11 ص

لم يساعد الرئيس "دونالد ترامب" نفسه، ولا بلده، بعد بيانه الفج، الثلاثاء، عن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالمملكة العربية السعودية، في أعقاب مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" من قبل عملاء سعوديين.

وفي تعليقه على إذا ما كان ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" يعلم بأمر الاغتيال، قال "ترامب" فقط في بيانه: "ربما كان وربما لم يكن!".

نحن غير متأكدين من الغرض وراء  علامة التعجب فى الجملة السابقة، مثلما نحن غير متأكدين من الهدف الذي يسعى "ترامب" لتحقيقه من انتهاجه ما يمكن أن يطلق عليها نسخة "غير ناضجة" و"فظة" من السياسية الواقعية  فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية.

إن الحقائق الدموية في الشرق الأوسط والتهديد الواضح من إيران، والذي وصفه "ترامب" في بيانه، تعطي أي رئيس أمريكي بعض الحرية في صياغة سياسة تجاه المنطقة تعكس المصالح الأمريكية.

لكننا كذلك نعلم أن أيا من الرؤساء الأمريكيين، حتى أشد البرغماتيين منهم، مثل "ريتشارد نيكسون"، و"ليندون جونسون"، ما كان ليكتب بيانا كهذا، دون إشارة جلية حول المبادئ والقيم الأمريكية الراسخة.

اتبع "ريغان" سياسة خارجية متشددة في كثير من الأحيان ضد الشيوعية السوفييتية، لكنه فعل ذلك بتوازن ما بين الواقعية ذات الأفق غير الضيق، والمثالية الأمريكية، ويبدو أن "ترامب" عاجز عن تحقيق هذا التوازن.

من المروع رؤية الرئيس الأمريكي يفاخر في بيان حول جريمة قتل وحشية، بأنه خلال جولة تفاوض مكثفة مع السعودية العام الماضي، حصل على 450 مليار دولار في صفقات تجارية، بما في ذلك 110 مليارات لصالح "بوينغ"، و"لوكهيد مارتن"، و"رايثيون"، والعديد من كبار مقاولي الدفاع الأمريكيين الآخرين.

فمن وجهة نظر "ترامب"، مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط، يمكن تخفيضها إلى صفقات الأسلحة والنفط وإيران، هذا "أمر بليد"، ولا توجد كلمة أخرى كافية لوصف ذلك.

لا نقصد بذلك الانضمام إلى المنتقدين الذين ينظرون للأمر من منظور أخلاقي، ويقترحون أن الولايات المتحدة ليس لديها خيار سوى قطع علاقتها مع السعودية، بسبب عملية القتل، لأن هذا لن يؤدي إلى تغيير في سلوك السعوديين، أو يخدم المصالح الأمريكية.

فالسعوديون كما أكد "ترامب" هم حلفاء مهمون، في حرب لا تزال خطيرة ضد الإرهاب في الشرق الأوسط، تم تأسيسها ودعمها من قبل ملالي إيران.

لكن سوء تقدير ولي العهد السعودي للأمور ، جعل حماية مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أكثر صعوبة، لقد أظهر ولي العهد نفسه أنه "متهور " في دعوته لحرب اليمن، و"متعنت" في خلافه مع قطر.

حتى إذا لم يكن أيد جريمة "خاشقجي"، فمن الواضح أنه كان على علم بأن الصحفي سيختطف وسيتم إجباره على العودة للمملكة، وهذا أيضا حكم سيئ على الأمور، ومن شأنه أن يثير الشكوك حول موثوقية ولي العهد وفعاليته كحليف.

وفي هذا الصدد نأمل أن يقدم وزير الخارجية الأمريكي "بومبيو"، ومستشار الأمن القومي "جون بولتون" رسالة أكثر صرامة خلال الاتصالات الخاصة أو السرية مع الجانب السعودي.

مثل أي رئيس يحتاج "ترامب"، أيضا إلى حلفاء محليين، سعيا وراء سياسية خارجية تتطلب أحيانا خيارات صعبة، وبدلا من ذلك فإن بيان "ترامب" يعزله عن مؤيديه الطبيعيين لسياسية الشرق الأوسط ، مثل السيناتور "ليندسي غراهام" أو السيناتور "ميت رومني"، اللذين فصلا نفسيهما يوم الثلاثاء عن موقف الرئيس.

الحقيقة هي أن عددا قليلا من أعضاء الكونغرس، سوف يصطف مع بيان فاقد للتأكيد على استياء أمريكا من قتل المعارضين السياسيين، وبدون دعم سياسي أو شعبي، فإن "ترامب" يقلل من احتمالات نجاح استراتيجيته  في الشرق الأوسط.

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة السعودية دونالد ترامب بيان ترامب جمال خاشقجي محمد بن سلمان ولي العهد السعودي سياسية فجة