حالة من السخط، انتابت مغردين سعوديين وعرب، إثر كشف منظمتي "العفو الدولية" و"هيومان رايتس ووتش"، عن تعرض معتقلات بسجن ذهبان (غربي المملكة)، إلى التعذيب والتحرش الجنسي.
واستجاب المئات من المغردين، لدعوة أطلقها حساب "معتقلي الرأي"، المعني بشؤون المعتقلين في المملكة، عبر "تويتر"، والذي دعا إلى التغريد، تحت وسم "التحرش بالمعتقلات جريمة".
واحتل الوسم مراتب متقدمة بين قائمة الوسوم الأكثر تداولا في المملكة، وسط انتقادات حادة للسلطات السعودية، واتهامات لمنفذي هذه الانتهاكات بالبعد عن أخلاق الإسلام ومروءة الجاهلية.
واستنكر الناشطون، بلوغ السلوكيات القمعية ذروتها، ضد كل الناشطات والناشطين سلمياً، وضد الدعاة والمشايخ والعلماء وأصحاب الرأي والاقتصاديين والتجار وشيوخ القبائل والأمراء وغيرهم.
وطالب المشاركون في الوسم، ألا تمر هذه الانتهاكات مرور الكرام، متسائلين: "أي دين ذلك الذي يسمح بانتهاك حرمات المسلمين والتحرش بالسجينات؟".
ودعا المشاركون في الوسم، جميع المعنيين الدوليين بحقوق الإنسان، للتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات، قبل أن يتصاعد ويحصل الأسوأ، وشددوا على ضرورة الإفراج فورا عن هؤلاء الناشطات.
وتوعد الناشطون، منفذي هذه الانتهاكات، بردع من الله، في بنات أهل بيته، طال الزمن أو قصر، وأن هذه السلطة التي طغت وتجبرت ستحاسب على أفعالها.
والثلاثاء، اتهمت منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، السعودية، بإخضاع عدد من الناشطين، منهم بعض المدافعات عن حقوق الإنسان المعتقلات منذ مايو/أيار الماضي، للتعذيب والتحرش الجنسي.
وثمة أكثر من 12 ناشطة حقوقية معتقلة منذ مايو/أيار الماضي، دافع معظمهن عن حق المرأة في القيادة، وإنهاء نظام ولاية الرجال في المملكة، غير أنه جرى إطلاق سراح بعضهن منذ ذلك الحين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها منظمات حقوقية عن عمليات تعذيب لمعتقلين بالمملكة، بيد أنها قد تكون الأولى التي تتحدث عن تعذيب وتحرش جنسي بمعتقلات نساء.
بيد أن مسؤولا سعوديا لم يكشف عن هويته، قال لـ"رويترز" إن "النظام القضائي في المملكة لا يتغاضى عن أساليب التعذيب أو يشجعها أو يسمح باستخدامها".
وأضاف أن "أي شخص يخضع للتحقيق، سواء أكان رجلا أم امرأة، يمر بعملية قضائية نموذجية تحت إشراف النيابة العامة أثناء احتجازه للاستجواب، والذي لا يعتمد بأي شكل من الأشكال على التعذيب سواء البدني أو الجنسي أو النفسي"، حسب قوله.
وتأتي مزاعم التعذيب، بينما تواجه السعودية غضبا دوليا بشأن مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، في قنصلية المملكة في إسطنبول.
وسبق أن أنكرت الرياض استخدام التعذيب، وقالت إن الاعتقالات جاءت على أساس اتصالات مريبة بكيانات أجنبية وتقديم دعم مالي "لأعداء خارجيين".
