الأطراف المتحاربة باليمن تسعى لمكاسب قبل الجلوس للتفاوض

الخميس 22 نوفمبر 2018 08:11 ص

لضمان أن يكون له مكان بارز على طاولة المفاوضات، يعتمد التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية على نجاحاته العسكرية والانشقاقات في معسكر الخصم، التي كان يقدم الحوافز المالية لتحقيقها.

الدعاية السعودية

لم تبدو المحادثات بين الأطراف المتحاربة في اليمن قريبة إلى هذا الحد. ومع ذلك يرغب المعنيون في القدوم إلى الطاولة من موقع قوة. وإضافة إلى عمله العسكري، أنشأ التحالف بقيادة المملكة وحدة "دعاية وإقناع" لتحريض المتمردين الحوثيين وحلفائهم على الانشقاق. وتتألف الوحدة من دبلوماسيين مخضرمين وعملاء مخابرات، وتقدم مبالغ كبيرة من المال للقادة المستعدين للانضمام إلى حكومة "عبدربه منصور هادي". ومن المفهوم أن رئيس الحكومة التي يسيطر عليها الحوثي، "يحيى علي الراعي"، سقط بسبب الهجوم الساحر لتحريضه على الانشقاق، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين، إلى جانب نحو 10 من أنصاره. وكان "الراعي" مسؤولا كبيرا في حزب "المؤتمر الشعبي العام" في اليمن، وهو حزب كان متحالفا منذ زمن طويل مع الثوار الموالين للرئيس السابق "علي عبد الله صالح". كما انضم العديد من وزراء الحكومة المتمردة، ومن بينهم "محسن بن علي علي النقيب"، و"عبدالسلام بن علي جابر"، إلى معسكر حكومة "هادي" والتحالف في الأيام الأخيرة.

مكافحة التجسس

ومن أجل محاربة وحدة الدعاية والإقناع، عززت قيادة الحوثيين خدمة مكافحة التجسس، التي لديها الآن وحدة مهمتها مراقبة الشخصيات الكبرى التي قد تتقبل مبادرات السعودية. وتضع هذه الخلية "الطارئة"، التي  تم تأسيسها وفق نصيحة "حزب الله" اللبناني، علامات على المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الذين قد يتحولون لمعسكر حكومة "هادي" والتحالف.

ومن المفهوم أن هذا الجهاز، الذي اعتقل العديد من كبار المسؤولين في الأسابيع القليلة الماضية، أحبط مؤامرة لتحويل "عبدالعزيز بن حبتور"، رئيس وزراء حكومة الحوثيين، إلى معسكر حكومة "هادي" والتحالف.

أبوظبي ترغب بالانسحاب

ورغم الضغوط المتزايدة من واشنطن لإنهاء الصراع المستمر منذ 3 أعوام، بعد استئناف القتال لمدة يومين في 19 نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة "الحديدة" الاستراتيجية، والتي لا يزال الائتلاف الذي تقوده السعودية يحاول السيطرة عليها. والأسبوع الماضي، زار مستشار الأمن القومي للرئيس "دونالد ترامب"، "جون بولتون"، أبوظبي لمناقشة الوضع مع ولي العهد "محمد بن زايد"، وولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان". ووفقا لكلمة تم تسريبها، كان "بن زايد" حريصا جدا على الكف عن رمي الأموال في الصراع في اليمن، لكنه متردد في ترك حليفه السعودي في وضع حرج في اليمن. والحل قيد الدراسة هو السماح للائتلاف باستعادة "الحديدة" كممارسة لحفظ ماء الوجه قبل البدء في مفاوضات لسحب القوات.

أصدقاء "غريفيث" بالخليج

واستأنف الدبلوماسي البريطاني "مارتن غريفيث"، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، رحلاته في المنطقة لإعادة إطلاق المفاوضات، حتى لو كانت تحركاته تخضع للتمحيص الدقيق. وفي هذه الأثناء، لا يزال "غريفيث" يترأس شركته الخاصة للدبلوماسية "ميديتيشن جروب"، إلى جانب شريكه المساهم "أندرو لوكين". وتربط "جريفيث" علاقات مع الممول الفرنسي "ماكس أبيتبول"، رئيس مجموعة "آي كير"، التي تعمل في عدد من المشاريع النفطية في السعودية والإمارات.

المصدر | إنتليجنس أونلاين

  كلمات مفتاحية

اليمن حرب اليمن الحديدة مارتن غريفيث التحالف العربي