باحث فلسطيني يبتكر أنفا إلكترونيا طبيا.. والاتحاد الأوروبي يكرمه

الجمعة 23 نوفمبر 2018 03:11 ص

كرم الاتحاد الأوروبي، باحثا فلسطينيا، بعد نجاحه في ابتكار "أنف إلكتروني" يساعد في تشخيص الأمراض.

وفي حفل كبير بمدينة لشبونة، حضره قادة أوروبيين، تم منح الباحث الفلسطيني "حسام حايك" (43 عاما) جائزة التطوير والاستحداث من الاتحاد الأوروبي للابتكارات.

ويتمثّل الابتكار الجديد بجهاز يستند إلى مجسات دقيقة جدا ترتبط بجزيئات يبثها الزفير عند التنفس وتستطيع استنشاق رائحة الأنفاس البشرية خلال التنفس والقيام بعملية تشخيص طبي لأمراض خطيرة.

ويقوم الجهاز بشكل فوري بنقل معطيات الاستنشاق إلى حاسوب، ويتم معالجتها بواسطة خوارزميات تفيد بوجود هذا النوع من الداء أو ذاك من الأمراض التي يتم تسجيلها سلفا في قائمة ولكل منها مزايا وخواص.

ويستند الابتكار على بحث أجراه "حاسك"، أشار إلى أن رائحة فم الإنسان عبارة عن "كنز طبي"، ويمكن أن تنذر مبكرا جدا بإصابته بواحد من الأمراض الخطيرة وأحيانا قبل ظهور أي عارض وبمستوى دقة عال.

ويتيح هذا الأنف الإلكتروني التشخيص بدقة بنسبة عالية تتراوح بين 86% و93% لقائمة أمراض طويلة تشمل أنواعا كثيرة من السرطان والشلل الرعاش (الباركنسون) وتصلب الشرايين وأمراض الكلى المزمنة.

ورجح "حايك" أن يدخل "الأنف الإلكتروني" حيز الاستخدام فور تشريع نظام قانوني خاص به خلال شهور، وأن يُعتمد في مستشفيات العالم خلال 4 سنوات، حسب "القدس العربي".

وتابع: "عندما بدأت اهتم بدراسات لها علاقة بالطب خاصة الأمراض السرطانية سألت نفسي: كيف أساهم في مكافحة هذه الأمراض؟ وكنت أدرك حيوية الاكتشاف المبكر لهذا الداء الخطير، ومن هنا انطلقنا وبدأت بالتمركز والبحث عن ابتكار يساعد في ذلك".

وأشار إلى أنه ابتكر، أيضا، ملصقات تحمل مجسات تثبت على يد الإنسان، وتلتقط معلومات طبية من الجسم، وتعمل بنفس المبدأ كما هو الحال مع المعلومات من خلال معاينة الاستنشاق.

وعن عملية استلهام الفكرة، قال "حايك" إنها جاءت من جهة غير متوقعة، لافتا إلى أنه قرأ كتاب تاريخ عن اليونانيين القدماء، وفيه حديث عن عادة الأطباء باستنشاق رائحة المريض كوسيلة تشخيص.

وأضاف: "أتاحت لهم هذه الطريقة تشخيص مرض مزمن في الكلية، وهذا أشعل خيالي فبدأت أبحث عن تفسير علمي لهذا المبدأ بطرق علمية عصرية، وبكلمات أخرى: كيف نكتشف الأمراض عبر التنفس وكيف يمكن تحليل المعطيات بشكل موثوق؟".

وأوضح أن استخدام هذا الجهاز المبتكر يعفي المرضى من  فحوصات عميقة صعبة وغير لطيفة كالجراحة أو الحصول على عينات من الأنسجة أو فحوصات الدم والبول وفحوصات الناظور.

ولفت إلى أن امتياز الأنف الإلكتروني لا يقتصر على توفير فحص مريح جدا، بل يتيح عملية تشخيص سريعة ورخيصة جدا لكل الناس ما يعني إنقاذ حياة الكثير من البشر.

وشرع حايك بدراسته حول الأنف الإلكتروني قبل عقد من الزمن، وسرعان ما تطور وشمل 19 دراسة مخبرية وطبية مختلفة في العالم، شملت 8 آلاف شخص (من المرضى والأصحاء) شاركوا بفحوصات وتجارب علمية.

كما يستند البحث على مفهوم علمي تكنولوجي يفيد بأن جسم الإنسان يبث معلومات طبية عملية هامة تساعد في تشخيص الأمراض بحال تحليلها بصورة سليمة، وهذا لا يقتصر على التنفس، إنما يشمل معلومات يزودها الجلد أو البشرة.

وهناك فائدة كبيرة لمثل هذا الجهاز لتشخيص مبكر لمرض السل الذي يصيب ثلث البشرية خاصة في دول العالم الثالث، ويقتل 1.5 مليون شخص سنويا.

وعلى خلفية ذلك، يحظى الباحث الفلسطيني بالكثير من التقدير في العالم على ابتكاره، علما أنه سبق وحاز على جوائز ومنح بحثية عالمية.

وسبق أن تم اختياره من بين أفضل 35 باحثا شابا رائدا في العالم ممن حصلوا على وسام "فارس الأكاديمية"، كما حاز على جوائز حكومية من دول أوروبية كفرنسا وألمانيا وسويسرا.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

طب ابتكار الاتحاد الأوروبي باحث فلسطيني أنف إلكتروني