أعربت النقابة الوطنية للصحفيين في تونس، الجمعة، عن استهجانها للزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" إلى بلادهم، معتبرة "بن سلمان خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وعدوا حقيقيا لحرية التعبير".
واعتبرت النقابة، في رسالة وجهتها إلى الرئيس التونسي "الباجي قايد السبسي"، أن الهدف من زيارة "بن سلمان" إلى تونس، المقررة الأسبوع المقبل، "تبييض سجله الدّامي على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، وأخرها جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي"، وفقا لنص الرسالة التي تناقلتها وسائل إعلام تونسية.
وقالت النقابة إنها فوجئت بأن تونس "ليست مستقلة عن سياسة المحاور التي تشهدها المنطقة العربية،" ملمحة إلى انضواء البلاد تحت المحور السعودي.
ودللت على ذلك بالموقف الذي وصفته بـ"الهزيل" لوزارة الخارجية التونسية من قضية مقتل "خاشقجي"، الذي "لم يعكس الزخم الذي تعيشه تونس في إطار تجربة الانتقال الديمقراطي، وكذلك المناورات التونسية مع سلاح الجو السعودي، والمتهم بارتكاب جرائم حرب في اليمن".
واختتمت نقالة الصحفيين التونسيين رسالتها بالقول: "حدثت في تونس ثورة ولسنا مستعدين، كصحفيين، أن نتنازل عن مكاسبها، وفي مقدمتها سيادة القانون حرية الصحافة والتعبير، وعلى هذا الأساس نرفض زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادنا رفضا قاطعا، لما في تلك الخطوة الاستفزازية من اعتداء صارخ على مبادئ ثورتنا".
كان نقيب الصحفيين التونسيين، "ناجي البغوري"، استنكر زيارة "بن سلمان" المرتقبة، وكتب، منذ ساعات، عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، موجها حديثه لولي العهد السعودي: "دم خاشقجي لم يبرد بعد، القاتل بن سلمان لا أهلًا ولا سهلا بك في بلد الانتقال الديمقراطي، تونس".
وكان المحامي التونسي "نزار بوجلال"، المنسق العام لمجموعة الخمسين محامي للدفاع عن الحريات والتصدي للانحراف بالسلطة، أعلن أن المجموعة -وبتكليف من بعض الصحفين والمدونين الوطنين- تناقش تقديم دعوى قضائية لمنع ولي العهد السعودي من زيارة تونس، على أساس أنها زيارة تأتي لفك عزلته على خلفية مقتل "خاشقجي".
