قال النائب الديمقراطي "آدم شيف"، العضو البارز بلجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، والمرشح لرئاستها، إن اللجنة في طريقها لبدء تحقيق حول الأسباب التي تكمن وراء دفاع الرئيس "دونالد ترامب" المستميت عن النظام السعودي، وولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، خاصة فيما يتعلق بقضية مقتل الصحفي "جمال خاشقجي".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن "شيف" قوله إن التحقيقات ستتضمن مساعي للحصول على كافة المعلومات المتاحة لدى "وكالة الاستخبارات المركزية" (CIA) عن جريمة "خاشقجي"، والتي أنتجت خلاصة مفادها أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل الصحفي البارز، والكاتب بالصحيفة الشهيرة، داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، في الثاني من الشهر الماضي.

وأضاف "شيف" أن التحقيقات ستركز أيضا على غموض تصريحات "ترامب" الأخيرة، حول العلاقة مع السعودية، وتشكيكه في خلاصة "CIA" بشأن ما حدث لـ"خاشقجي"، حسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وبالتوازي مع ذلك، يتجهز ديمقراطيون للبحث في ملفات أخرى تتعلق بإساءة استخدام محتملة للسلطة من "ترامب" ضد خصومه من الإعلاميين ورجال الأعمال.

وتابع "آدم شيف": "كما أن التحقيقات أيضا ستتضمن تطورات الأزمة في اليمن، واستقرار العائلة المالكة في السعودية، ومعاملة المملكة للمعارضين والصحافة".

وأردف: "سنحاول كذلك التحقيق في علاقات ترامب المالية الخاصة مع السعوديين، والتي يمكن أن تكون أثرت بدورها على رد فعله كرئيس لأمريكا".

واستطرد: "نعتقد أن هناك تضارب مصالح مالي كبير محتمل، وسيحتاج الكونغرس للوصول إلى كافة السجلات، ومعرفة إذا ما كانت الاستثمارات الأجنبية توجه السياسة الأمريكية بطريقة تتناقض مع مصالح البلاد أم لا".

وأشار "شيف" إلى أنه لدى أعضاء الكونغرس شعور قوي بأن "ترامب" يتعمد تضليل الاستنتاجات التي توصلت لها "CIA" لحماية ولي العهد السعودي.

وتساءل: "إذا كان الأمر كذلك، سنبحث كيف امتلك الجرأة لفعل هذا الأمر؟".

ومن المقرر أن يتولى "شيف" رئاسة لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، في يناير/كانون الثاني المقبل، باعتباره أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة.

وفي وقت سابق، الجمعة، ذكر السيناتور الديمقراطي "جاك ريد"، أن الرئيس الأمريكي "كذب بخصوص المعلومات التي توصلت إليها وكالة الاستخبارات المركزية حول جريمة مقتل خاشقجي".

وأكد "ريد"، ما ذكرته الصحف الأمريكية بشأن "توصل CIA إلى نتيجة بأن محمد بن سلمان، من أعطى أمر قتل خاشقجي".

وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية قضية "خاشقجي"، إذ أعلنت المملكة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقتله داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء "خاشقجي"، قبل أن تقول إنه تم قتله وتقطيع جثته بعد فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة.

والخميس، قال "ترامب"، إن عدم وضوح تقييم CIA تسبب في تقارير إعلامية مغلوطة حول دور "بن سلمان" في اغتيال "خاشقجي".

وحول من يجب محاسبته، قال "ترامب": "ربما يجب محاسبة العالم لأن العالم مكان شرير".

وزاد: "نريد أسعارا منخفضة للنفط، والسعودية قامت فعلا بدور جيد في ذلك الصدد"، مضيفا "سياستي بسيطة للغاية. أمريكا أولا. اجعل أمريكا رائعة مرة أخرى، وهذا ما أفعله".

ومضى بالقول أن "(إسرائيل) كانت ستبقى في ورطة بالمنطقة لولا السعودية".