قالت "دانييلا تيخادا"، زوجة الأكاديمي البريطاني "ماثيو هيدغر"، الذي حكمت عليه الإمارات بالسجن المؤبّد، إنه تعرّض لاستجواب قاسٍ وتعذيب داخل حبس انفرادي ولم يكن يرى الشمس.

وأكدت "دانييلا" لصحيفة "الغارديان"، أن زوجها حكم عليه بالمؤبد في جلسة استمرّت 5 دقائق فقط، حيث أبلغه القضاة بأنه متهم بالتجسّس لصالح جهاز المخابرات البريطاني.

وأشارت إلى أنها غادرت الإمارات بعد صدور الحكم خوفا على سلامتها.

وعقب تصريح السفير الإماراتي في لندن، "سلمان المزروعي"، بأن حكومته تدرس طعنا، شكّكت "دانييلا" بإمكانية ذلك، مؤكّدة عدم وجود أي إجراءات قانونية فيما يتعلّق بقضية زوجها.

وقالت: "بعد وصولي إلى لندن (قبل أيام) بدأت بمخاطبة الصحفيين والمسؤولين من أجل إطلاق سراح زوجي الذي يتعرّض لمعاملة سيئة، ولا يُسمح له بالاستحمام سوى مرة واحدة كل أسبوعين".

وعن حادثة اعتقاله تقول: "في 5 مايو (أيار) الماضي، وبينما كنّا نخطّط لقضاء حفلة شواء مع الأصدقاء، تلقّيت اتصالاً من والدة زوجي في دبي، وأخبرتني أن السلطات الإماراتية اعتقلته".

وأضافت "عقب ذلك بنحو ساعة، أبلغت وزارة الخارجية البريطانية، لكنها اندهشت عندما تم إبلاغها بأنها لن تكون قادرة على فعل أي شيء قبل أن تتلقّى تقريراً رسمياً من السلطات الإماراتية، وهو الأمر الذي قد يستغرق 48 ساعة".

وتابعت "التقرير الإماراتي امتدّ أياماً وأسابيع، ولم ترد (أبوظبي) بأي كلمة، سوى مكالمة تلقّتها والدته استمرّت دقيقتين، عرفت من خلالها أنه ما زال على قيد الحياة".

وبعد 3 أشهر من اعتقاله، كما تقول "دانييلا"، سُمح لها بمقابلته لمدة 45 دقيقة، في مقر الشرطة بأبوظبي: "لقد تغيّر تماماً؛ كان شاحباً ويرتجف، لم يرَ ضوء الشمس منذ شهور، لقد تحطّم قلبي، كان يُعامل بابتذال، كان خائفاً".

وأضافت في شرح حالته الصعبة: "لقد تم كسره تماماً خلال الحبس، كان محبوساً داخل حبس انفرادي، وينام على الأرض، ولا يُسمح له بالاستحمام إلا مرة كل أسبوعين".

وأضافت "بعد ذلك، وتحديداً في التاسع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، سُمح له بالخروج من السجن مع منعه من السفر، بشرط الحضور إلى جلسة استماع للمحكمة، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري".

وعادت "دانييلا" إلى الإمارات لمقابلته، وأمضت أسبوعين مع زوجها، قبل نقله مرة أخرى للمحكمة. وكان آخر اتصال هاتفي معه يوم الخميس الماضي، ولمدة خمس دقائق.

وقالت "اتصل بي بشكل غير متوقّع، لم يكن بحالة جيدة، كان صوته يهتزّ، كان على وشك البكاء، لقد حكموا عليه بالسجن المؤبّد. آمل أن تعلم الإمارات أن زوجي ليس جاسوسا، هو مجرد أكاديمي ولم يكن يحمل أي نوايا سيئة".

وكانت عائلة "هيدجز" قد أكدت أن جلسة محاكمته بأبوظبي، الأربعاء الماضي، لم تستغرق سوى 5 دقائق قبل صدور الحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة التجسس.

وذكرت العائلة، في بيان، أن السلطات الإماراتية أجرت جلسة المحاكمة دون حضور محامية عن طالب جامعة درم البالغ من العمر 31 عاما، وفقا لما نقله موقع ميدل إيست آي.

وأقام "هيدجز" في دبي لإجراء بحوث في سياسات الأمن الداخلية والخارجية لدولة الإمارات، وألقي القبض عليه في مايو/أيار الماضي، وأمضى شهرا في الحبس الانفرادي، سمح له فيه بقليل من التواصل مع القنصل البريطاني أو مع أفراد عائلته.

يذكر أن رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي"، عبرت عن شعورها "بخيبة أمل شديدة" إزاء الحكم بحق "هيدجز"، أمام البرلمان، الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن حكومتها "تناقش الأمر مع السلطات الإماراتية على أعلى مستوى".