طالبان ترفع وتيرة هجماتها للتفاوض من منطلق قوة

الأحد 25 نوفمبر 2018 07:11 ص

لجأت حركة "طالبان" إلى تسريع وتيرة الهجمات المسلحة والتفجيرات الانتحارية في محاولة واضحة لإثبات قوتها في ساحة المعركة ضد الحكومة الأفغانية، وذلك بالتزامن مع مواصلة مبعوث السلام الأمريكي "زالماي خليل زاد" محاولات التوصل إلى تهدئة.

ونقلت وكالة "الاناضول" عن محللين قولهم إن ""طالبان"" تخوض معركة تكسير عظام، هدفها الرئيسي الجلوس على مائدة التفاوض من منطلق قوة.

والتقى مبعوث السلام الأمريكي مرتين بممثلي "طالبان" في قطر على أمل استئناف المحادثات، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2019.

وبالتوازي مع تلك المساعي، نجحت روسيا في تنظيم مؤتمر بموسكو حول أفغانستان، الأسبوع الماضي، رغم التمثيل المنخفض لأطراف النزاع ودول إقليمية، بما فيها باكستان وإيران.

لكن ما هو واضح حتى الآن هو تعرض قوات الأمن لاستنزاف مستمر.

وفي خطوة نادرة الأسبوع الماضي، كشف الرئيس "أشرف غني" عن مقتل 28 ألف جندي أفغاني منذ أواخر عام 2014، عندما تسلمت القوات المحلية المسؤوليات الأمنية من حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وقال مسؤولون أمنيون في العاصمة كابل، إن القوات الحكومية تخوض حروبا كاملة في 22 ولاية من أصل 34 في البلاد، فضلا عن هجمات "طالبان" على المراكز الحضرية الرئيسية بما في ذلك العاصمة كابل.

وتسبب اختراق عناصر التنظيمات المسلحة صفوف قوات الأمن في وقوع عمليات كبيرة واغتيالات لمسؤولين في الاستخبارات، فضلا عن ضابط أمريكي في مدينة قندهار (جنوب شرق) قبل أيام.

وفي سياق تأكيده على ضرورة تعديل استراتيجية الحرب، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع "جاويد غفور"، إلى إحداث تغيرات جذرية على استراتيجيات بلاده الأمنية، على وقع تلك الضربات.

وأضاف: "أزلنا نقاط تفتيش نائية ودمجناها في قواعد أكبر لتعزيز القوات".

تكتيك فاشل

ولم يثبت هذا التكتيك فعاليته، إذ اقتحم مسلحون قاعدة من ذلك النوع في مقاطعة فرح المحاذية لإيران مؤخرا، وقتل في الهجوم 30 من أفراد الأمن.

وأعلنت "طالبان" أن مسلحين بدعم من 6 أفراد أمن على الأقل، هاجموا القاعدة الواقعة على الطريق الرئيسي بين هرات وقندهار في منطقة "بالا بولوك".

وقال قائد القوات الجوية الأفغانية السابق، اللواء متقاعد "عتيق الله أمرخيل"، وهو محلل أمني حاليا، إن "دمج نقاط التفتيش الأصغر والنائية فكرة جيدة، لكن السبب وراء استمرار خسائر القوات الأفغانية يرجع إلى عدم وجود تنسيق وخطط طوارئ".

وأضاف: "العدو يهاجم نقاط التفتيش بثلاث تشكيلات، الأولى تهاجم الهدف بينما تنتظر مجموعتان في مواقع استراتيجية لاستهداف التعزيزات، ولا يمكن التغلب على هذا إلا إذا كانت لدى قوات الأمن خطط طوارئ جيدة وتنسيق فيما بينها".

وأشار إلى أن "التأخير في نقل الجنود الجرحى إلى المرافق الصحية يساهم أيضا في زيادة عدد القتلى".

ويلقى المسؤولون باللوم على الدول المجاورة، سيما إيران وباكستان، في دعم أعمال العنف وإعاقة مشاريع التنمية، وهو ما ترفضه إسلام آباد وطهران.

واستدعت لجنة الشؤون الأمنية والدفاع بالبرلمان الوزراء المعنيين عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية لاستجوابهم بشأن “إخفاقاتهم”.

وقال رئيس اللجنة "نصار أحمد" إن ارتفاع عدد القتلى والجرحى جراء الهجمات، بات يتسبب بقلق متزايد.

وأضاف: "قواتنا الأمنية بحاجة إلى تغيير استراتيجيتها من الموقف الدفاعي إلى أسلوب هجومي من شأنه أن يساعد على تقليل الخسائر البشرية ووقف ما يحققه المسلحون من تقدم".

ويقدر عدد قوات الجيش الأفغاني بنحو 195 ألفا، وفقا للأرقام الرسمية، ويتم حاليا دمج 6 آلاف مجند جديد لمواجهة الاستنزاف الذي يتعرض له الجيش.

ومنذ عقود تعيش البلاد حروبا وحالة عدم استقرار، تفاقمت إثر الغزو الأمريكي للبلاد عام 2001، وإسقاط حكومة ""طالبان"" التي اتهمت بدعم تنظيم "القاعدة". 

والشهر الماضي الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 8050 مدنيا أفغانيا سقطوا بين قتيل وجريح في الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 ونصفهم تقريبا في تفجيرات انتحارية وهجمات بعبوات ناسفة بدائية الصنع قد تصل إلى حد جرائم الحرب.

  كلمات مفتاحية

تكتيك فاشل تكسير عظام طالبان مفاوضات الحكومة الأفغانية عمليات انتحارية

ترامب يطلب مساعدة باكستان في محادثات السلام الأفغانية