إصابة العشرات بغاز الكلور في حلب.. واتهامات متبادلة

الأحد 25 نوفمبر 2018 08:11 ص

أصيب عشرات المدنيين في مدينة حلب السورية، بحالات اختناق، جراء قصف كيماوي يعتقد أنه بغاز الكلور، استهدف حيي الخالدية وجمعية الزهراء، وسط اتهامات متبادلة بين النظام وقوات المعارضة، بالوقوف وراءه.

وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام إن، "القذائف التي استهدفت أحياء الخالدية والشهباء الجديدة وشارع النيل والزهراء أسفرت عن إصابة 107 مدنيين، بحالات اختناق".

وبثّت تلفزيونات النظام، تسجيلات مصورة، قالت إنها للحظات وصول المصابين إلى النقاط الطبية والمستشفيات، من أجل تلقي الإسعافات الأولية.

ونقلت وكالة "سانا" الرسمية، عن مدير صحة حلب "زياد حاج طه" قوله إن "القصف أصاب منطقتين، وإن القذائف حوت غازات سببت حالات اختناق".

وأضاف مدير الصحة الخاضعة للنظام أنه "من المرجح أن يكون الغاز المستخدم من قبل المجموعات الإرهابية هو غاز الكلور طبقا للأعراض على المصابين".

ونقلت الوكالة عن مصادر طبية في مشفيي الرازي والجامعة، أنه تم استقبال 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة بين الخفيفة والمتوسطة، وأن بعضها احتاج للدخول إلى العناية المشددة.

وليست هذه المرة الأولى التي يتهم فيها الإعلام الرسمي السوري فصائل معارضة بإطلاق قذائف تحتوي على "غازات سامة" على أحياء في إدلب، ثانية كبرى مدن البلاد، التي استعاد النظام السيطرة عليها بعدما ظلت لأعوام مقسمة بين أحياء خاضعة للمعارضة وأخرى خاضعة للنظام.

في المقابل، نفت المعارضة السورية، هذه الادعاءات، واعتبرت أن لا أساس لها من الصحة.

وقال القائد العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير "عبدالسلام عبدالرزاق"، إن المعارضة لا تمتلك غازات سامة أو قدرات على إطلاقها.

وعمل "عبدالرزاق"، في برنامج الأسلحة الكيميائية السوري قبل أن ينشق للانضمام إلى المعارضة في السنوات الأولى من الصراع الذي بدأ عام 2011، وكتب على "تويتر": "هذا محض كذب فالثوار لا يمتلكون سلاحا كيميائيا ولا مختبرات لتجهيزه ولا يمتلكون أغلب وسائط الاستخدام".

وأضاف: "وصلتنا معلومات من مدينة حلب، أن النظام يعمم على مقاتليه بعد منتصف ليل السبت-الأحد، برفع الجاهزية وارتداء الأقنعة الواقية ويدعو الأهالي إلى الانتباه والحذر من قصف غرب حلب وشمالها بالسلاح الكيميائي"، وفقا لما نقلته عنه الوكالة "الألمانية".

واتهم "عبدالرزاق" القوات الحكومية بتلفيق الأكاذيب حول قصف حلب بغاز الكلور، مشيرا إلى أن "الخاسر الأكبر في هذه المسرحية هم المدنيون".

وأكد أن "قوات النظام تروج منذ عدة أشهر بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل فصائل المعارضة، ولكن اليوم يبدو أن النظام سيستخدم ذلك السلاح".

كما نفى المتحدث باسم الجيش السوري الحر "مصطفى سجاري"، ادعاءات النظام لاستخدام المعارضة، غازات سامة.

بدورها، نفت غرفة عمليات "الزهراء" المشكلة من فصائل الجيش الحر، والمتمركزة غربي مدينة حلب، استهداف الأحياء السكنية في حلب، وقالت إن النظام يهدف إلى التغطية على مجازر بحق المدنيين.

وقال مراقبون إن، النظام معتاد على صنع المسرحيات بهدف التغطية على المجازر، لافتين إلى أن آخر هذه المسرحيات، هو محاولته التغطية على المجزرة التي ارتكبها السبت، وأسفرت عن مقتل 7 أطفال وسيدتين في بلدة جرجناز جنوب إدلب.

وأوضحوا أن الأشخاص الذين صورتهم وسائل إعلام النظام على أنهم مصابون، لم تظهر عليهم آثار الإصابة بالغازات السامة، على عكس تلك الحالات التي كنا نشهدها عندما تقصف قوات النظام مناطق المعارضة.

وتشكل محافظة إدلب، مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي، منطقة "خفض توتر" بموجب اتفاق أبرم في سبتمبر/أيلول 2017، بين تركيا وروسيا وإيران في أستانة، عاصمة كازاخستان.

وفي 17 سبتمبر/أيلول 2018، أعلن الرئيسان التركي "رجب طيب أردوغان"، والروسي "فلاديمير بوتين"، بمدينة سوتشي الروسية، اتفاقا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب.

وتقول الأمم المتحدة، إن ما يقرب من 3 ملايين شخص يعيشون في تلك المنطقة، في شمال غرب البلاد، وحذرت من مغبة أي معركة لاستعادة سيطرة "الدولة الإسلامية" عليها.

وتسيطر على إدلب مجموعة من الجماعات المسلحة أبرزها "تحرير الشام"، وهي تحالف لجماعات إسلامية بقيادة مسلحين كانوا مرتبطين في السابق بتنظيم "القاعدة".

  كلمات مفتاحية

الكيماوي قصف حلب إدلب سوريا النظام المعارضة

أمريكا تتهم الأسد بقصف إدلب بغاز الكلور