كشفت تقارير صحفية ألمانية أن السعودية أنفقت مبالغ سخية مقابل قيام مجموعة ضغط ألمانية بالدعاية للسعودية وتلميع صورتها في ألمانيا، حتى بعد جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وحسب التقارير التي نقلتها "دويتش فيلله" الألمانية، فإن السفير الألماني الأسبق لدى السعودية "ديتر وولتر هالر" يشغل منصب مستشار في وكالة WMP Eurocom  (ف.م. ب أويروكوم) للعلاقات العامة التي تعمل على تلميع صورة المملكة.

وسبق أن تولى "هالر"، من عام 2011 حتى 2014، ومرة أخرى من 2016 حتى يوليو/ حزيران من هذا العام، منصب سفير ألمانيا في السعودية.

وذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ" الألمانية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن تلك الوكالة تعمل على أن تقدم التغطية الإعلامية الألمانية صورة "متوازنة" عن السعودية، وترتبط بوزارة الإعلام السعودية.

وحتى بعد مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في إسطنبول، فإنها تواصل هذا العمل مقابل حصولها على مبالغ مالية سخية من الرياض.

وأرجعت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" تاريخ عمل مجموعة الضغط إلى أنها تعمل منذ 2017 بشكل واضح على تلميع صورة السعودية في وسائل الإعلام الألمانية.

ويقف وراء وكالة (أويروكوم) الصحفي السابق "ميشاييل إيناكير"، الذي يملك منذ 2014 أسهما فيها ويشغل منذ 2015 منصب رئيس وكالة الاتصالات.

وتقول صحيفة "بيلد أم زونتاغ" أن لديها وثيقة، مكونة من 50 صفحة، استخدمتها وكالة "أويروكوم" لدى زبونها، وزارة الإعلام السعودية لإبراز تأثيرها الكبير المفترض على وسائل الإعلام الألمانية.

وتقول الصحيفة، أن الوكالة تتباهى، حسب الوثيقة، بأن نفوذها لا يقتصر على وسائل الإعلام فقط، بل إن لديها اتصالات بديوان المستشارية والرئاسة الألمانية ووزارات أخرى بالإضافة إلى اتحاد كرة القدم الألماني أو شركات ألمانية كبرى.

وتحتوي الوثيقة على صفحات من صحف وهمية ذات عناوين تعرض السعودية كبلد للإصلاحات السياسية الليبرالية.

وتدعي الوكالة في وثيقتها قائلة:" نشرنا مقالات متوازنة عن السعودية في جميع وسائل الإعلام الألمانية الرائدة ووصلنا إلى أكثر من 38 مليون قارئ"، إلا أن وسائل الإعلام المذكورة في الوثيقة الدعائية نفت ما ورد فيها.

وأشارت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" في تقرير أن وكالة "أويروكوم" واصلت عملها حتى عقب اغتيال "خاشقجي" بتكليف من وزارة الإعلام السعودية.

وأضافت أن المستشارين العاملين فيها يدعون أن لديهم "اتصالات مع أهم وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية وقيادات الاقتصاد في المنطقة الناطقة بالألمانية".