استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ترامب قد يكون متورطا بدم خاشقجي

الاثنين 26 نوفمبر 2018 05:11 ص

بداية لا نستطيع أن نشتري تعليقات بعض السياسيين والإعلاميين الأمريكيين حول مستوى الأخلاق الأمريكية الراقية، ولومهم ترامب على الإخلال بتلك الأخلاق.

نحن نعرف كم من القادة والحكام والسياسيين قتلت أمريكا، بخاصة إذا كانوا ينتمون لحركات ثورية أو تطلعات نحو العدالة للجميع.  أمريكا قتلت مليون عراقي، وعشرات آلاف السوريين، وأيدت تشريد الفلسطينيين، وغزت الدومينيكان وبنما، وتآمرت على رئيس تشيلي، ورؤساء فنزويلا والبرازيل والأرجنتين.

من الصعب الإحاطة بأعمال أمريكا الإجرامية، وهي ما زالت على ذات الممارسات، وهي أكبر دولة تهدد الأمن والسلم العالميين. يكفي أنها تحشر أنفها في كل قضية شائكة عبر العالم وتعقدها لتشتعل الحروب. أي أنها دولة مارقة وبلا أخلاق، وهي فقط دولة مصالح.

المتابع لقضية الخاشقجي يرى الرئيس الأمريكي وهو يتصرف كمراهق لا يشعر بأي مسؤولية. إنه سرعان ما يصفق لرواية سعودية، وبعد قليل يتراجع لينتقد الرواية.

هو يقف وحيدا في أمريكا دفاعا عن محمد بن سلمان، في حين أن أجهزة الدولة الأمنية التابعة له تؤكد غير ما يتمنى. الحقائق أمامه، لكنها لا تصمد أمام رغباته. إنه لا يتصرف كرجل دولة، وإنما كزعيم عصابة تضم محمد بن سلمان بين أعضائها. غرام ترامب ب محمد بن سلمان غير معقول ومبالغ فيه.

السؤال: لماذا يحرص ترامب كل هذا الحرص على هذا الشاب الذي لم نر منه ولا العالم رأى خيرا. لقد غرق في خيباته الناجمة عن رعونته ومغامراته. هناك احتمالان لموقف ترامب وهما:

أن محمد بن سلمان اتصل بترامب  قبل تنفيذ الجريمة لضمان موقف أمريكي لصالحه. فالعلاقة كما يؤكد ترامب  باستمرار استراتيجية بين محمد بن سلمان وأمريكا.

ولهذا أمريكا شريك فاعل في الحرب على اليمن، وشريك في اعتقال أبناء الأسرة المالكة في السعودية، وشريك في تخريب مجلس التعاون الخليجي، وربما شريك في إهانة رئيس وزراء لبنان. 

وما دامت المسألة استراتيجية فإنه من غير المعقول أن يقدم ابن سلمان على جريمة من هذا القبيل دون وعد بتغطيته سياسيا من قبل ترامب.

من الوارد جدا أن لابن سلمان مماسك على ترامب، ويخشى ترامب اتخاذ قرارات وفق القوانين الأمريكية خوفا من رد فعل ابن سلمان والذي يمكن أن يشكل سببا للإطاحة بترامب. من الوارد جدا أن يكون ترامب قد حصل على أموال من ابن سلمان، أو وعد باستثمارات يستفيد منها ترامب.

مواقف ترامب من قضية الخاشقجي متقلبة، وتنم عن عدم قدرة على التركيز، وعن خوف من أذى تسببه السعودية لأمريكا، في حين أن ترامب قد كرر عدم قدرة السعودية على البقاء بدون حماية أمريكا. فلماذا الخوف من رد فعل سعودي؟

وترامب لا ينسى تأجيج المشاعر والفتن في المنطقة إذ يبرر تلاعبه وتقلباته بأن السعودية ضرورية لمواجهة إيران، وضرورية لحسن سلوك العرب لصالح الكيان الصهيوني.

وفي تصريحه الأخير حول "ربما" كان ابن سلمان يعلم بالجريمة يظن ترامب أن العالم كومة من الأغبياء. عندما تدخل كلمة ربما بالعربية أو الإنكليزية أو أي لغة أخرى على الجملة تنزع منها كل معنى.

يخضع موضوع الجملة للاحتمالات، وبالتالي لا يحصل القارئ أو المستمع على معلومة أو موقف أو تفسير واضح. ربما تترك التعبير للتفسيرات والاجتهادات.

  • د. عبدالستار قاسم - كاتب وأكاديمي فلسطيني

  كلمات مفتاحية

ترامب محمد بن سلمان اغتيال خاشقجي قيم أمريكية

منع توزيع صحيفة العرب اللندنية بالإمارات بسبب التعاطف مع خاشقجي