يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئا، الإثنين، لبحث التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا إثر احتجاز البحرية الروسية 3 سفن عسكرية أوكرانية في مضيق كيرتش.
وأكّدت روسيا أنّها احتجزت السفن الثلاث في إجراء أطلقت خلاله النار، ما أسفر عن إصابة 3 بحارة أوكرانيين بجروح، بينما قال الجيش الأوكراني إنّ عدد جرحاه بلغ 6 وليس 3.
واتّهمت موسكو السفن الحربية الأوكرانية بالقيام بـ "أنشطة غير مشروعة في المياه الإقليمية الروسية".
وذكر جهاز الأمن الروسي، في بيان صحفي الأحد، أنه "بغية إرغام السفن العسكرية الأوكرانية على التوقّف تم استخدام السلاح"، مضيفا أن "3 عناصر من الطاقم الأوكراني أصيبوا بجروح تلقّوا رعاية طبية وحياتهم ليست في خطر".
وتابع البيان أنّ "السفن الأوكرانية لم تستجب لطلبات السلطات الروسية بالتوقّف وقامت بمناورة خطرة".
وفي المقابل، ندد الرئيس الأوكراني "بيترو بوروشنكو" بـ "العمل العدواني الذي قامت به روسيا بهدف الدفع عمداً نحو تفاقم الوضع في المنطقة" وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
ونشر وزير الشؤون الداخلية في أوكرانيا "آرسن أفاكوف"، عبر صفحته بـ"تويتر"، فيديو يظهر قيام السفن الروسية بمحاصرة إحدى السفن الأوكرانية، والاصطدام المتعمد بأحدها.
وأوضح الوزير الأوكراني أن بلاده تمكنت من الوصول إلى مقطع الفيديو من طرف جهات روسية، دون أن يكشف طريقة الحصول عليه.
وأضاف: "سيتم اتخاذ ذلك كدليل من قبل المحكمة الدولية، نحن نتوقع رد فعل من البلدان الصديقة على هذا العدوان".
وإثر هذا التصعيد، دعا الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي كلاًّ من روسيا وأوكرانيا إلى نزع فتيل التوتر وطالبا موسكو بأن تضمن مجدّداً حرية العبور في مضيق كيرتش.
وقال الاتحاد في بيان: "نتوقع من روسيا أن تضمن مجدّداً حرية العبور في مضيق كيرتش ونطالب جميع الأطراف بالتصرّف بأقصى درجات ضبط النفس من أجل خفض حدة التوتر فوراً".
وقالت المتحدثة باسم منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) "وانا لونجيسكو" إن الحلف "يدعم بشكل كامل سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، ويدعو روسيا إلى "ضمان الوصول دون عوائق إلى الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف"، وفقا لما نقلته شبكة CNN الأمريكية.
وجاء في البيان أن "الناتو يراقب عن كثب التطورات في بحر آزوف ومضيق كيرتش وعلى اتصال بالسلطات الأوكرانية" داعيا إلى "ضبط النفس وتهدئة التصعيد".
ومضيق كيرتش هو الطريق البحري الوحيد بين البحر الأسود وبحر آزوف ويعتبر محوراً استراتيجياً له أهمية قصوى لكلّ من روسيا وأوكرانيا.
ويربط المضيق بحر آزوف مع البحر الأسود ويمتد بين شبه جزيرة القرم وروسيا، وله امتداد ضحل وضيق من الماء لمسافة تتراوح بين 2 و 3 أميال (3.2 إلى 4.8 كيلومترات) عند نقطة واحدة بالقرب من أرض تشوسكا.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي، لكن ذلك لم يمنع موسكو من بناء جسر، في مايو/أيار الماضي، فوق مضيق كيرتش يربط شبه الجزيرة ببر روسيا الرئيسي.
