أصدرت الإمارات، الإثنين، عفوا رئاسيا عن البريطاني المدان بالتجسس "ماثيو هيدجز" بمناسبة اليوم الوطني للإمارات.

وأعلنت وزارة شؤون الرئاسة أن الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان"، أصدر عفوا رئاسيا بأثر فوري ويشمل العفو الرئاسي المعتاد لليوم الوطني،"هيدجز"، ضمن قائمة المعفى عنهم بمناسبة اليوم الوطني الـ47 لدولة الإمارات وسوف يسمح له بمغادرة الدولة فور اكتمال الإجراءات الرسمية.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" إن بلاده ممتنة للإمارات لحل القضية بسرعة.

والأربعاء، أصدرت محكمة إماراتية حكما بالسجن مدى الحياة على "هيدجز" (31 عاما) بتهمة التجسس لصالح الحكومة البريطانية، في خطوة وصفتها رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" بالمحبطة جدا، بينما حذر وزير خارجيتها من أن هذا الحكم قد يضر بالعلاقات مع الإمارات.

واحتجز الأكاديمي البريطاني -وهو طالب دكتوراه في جامعة درم البريطانية- منذ 5 مايو/أيار الماضي بعدما ألقي القبض عليه في مطار دبي الدولي عقب زيارة بحثية استغرقت أسبوعين كان موضوعها تأثيرات ثورات الربيع العربي.

وقال السفير الإماراتي لدى بريطانيا "سليمان حامد المزروعي" إن "عائلة السيد هيدجز تقدمت بطلب للرأفة به، والحكومة تدرس الطلب"، مضيفا: "تربطنا علاقات وثيقة جدا ببريطانيا، نظرا لقوة العلاقات نأمل التوصل إلى تسوية ودية".

وأعلنت الإمارات أن بحوزتها شريط فيديو يعترف فيه الأكاديمي البريطاني المسجون لديها بممارسته نشاطات تجسس.

وكان المحامي والناشط الحقوقي البريطاني الذي سبق أن اعتقل في دولة الإمارات "ديفيد هيغ" قال إن القضاء الإماراتي غير مستقل ولا يوفر أبسط مقومات المحاكمة العادلة كما حصل مع الأكاديمي البريطاني "ماثيو هيدجز".

وأضاف "هيغ" -في حديث للجزيرة- أن أبوظبي تتحدث الآن عن إطلاق سراح هيدجز بعد الضجة الإعلامية بشأنه، متسائلا "إذا كانت محاكمتها له عادلة وأثبتت أنه مذنب فلماذا يتحدثون عن إطلاق سراحه؟".

ويأتي قرار الإمارات بالإفراج عن "هيدجز" بعدما صعدت لندن من لهجتها تجاه أبوظبي، إذ قال وزير الخارجية "جيرمي هانت" إنه عندما تظهر الإمارات مثل هذا الازدراء لحلفائها فلن يكون التعاون معها صحيحا ولا حكيما، مؤكدا أن على بريطانيا أن تقف بصلابة من أجل نفسها ومن أجل "هيدجز"، وحذر الإمارات من عواقب دبلوماسية جدية على العلاقات بين البلدين.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن العديدين لاحظوا أن حكم الإمارات على الأكاديمي البريطاني جاء بعد تقديم بريطانيا مشروع قرار لـ"مجلس الأمن" يدعو إلى وقف إطلاق النار في اليمن التي دمرتها الحرب، حيث تقود السعودية والإمارات تحالفا ضد "الحوثيين".