استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رئيس محاصر

الاثنين 26 نوفمبر 2018 03:11 ص

لا يخفى على أي مراقب أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "دونالد ترامب" يعاني من ارتباك واضح فيما يتعلق بملف مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

فرغم تقييم "سي أي إيه" الذي يشير بوضوح إلى ضلوع وليّ العهد السعودي في الجريمة فإن ترامب فضل تقديم ما يراه من مصالح أمريكية على حساب العدالة والقيم.

لكن علينا أن ننتبه إلى حقيقة ماثلة تفيد بأن الرئيس الأمريكي قد يخفي شيئاً ما وبخاصة أن كل المبررات لاستمرار دعمه لمحمد بن سلمان لا تصمد على أرض الواقع.

فالقول بأن السعودية تشكل رأس حربة في التصدي لإيران هو غير صحيح - أو للدقة غير مجدٍ - بعد أن تلقت السعودية هزائم متتالية في مختلف الملفات الإقليمية مما مكّن إيران بدلاً من أن يقوض نفوذها.

فضلاً عن أن هناك مبالغة كبيرة جداً في حجم استثمارات السعودية أو صفقات السلاح أو حتى خلق الوظائف في الولايات المتحدة. وقد سلط الإعلام الأمريكي الضوء على هذه الأسطورة وتبين أن ترامب يضلل ويستعمل هذه المقولة ليخاطب شرائح معينة داخل المجتمع الأمريكي.

وأخيراً، تحدث ترامب عن أهمية السعودية لحماية إسرائيل، وفي ذلك أيضا تدليس واضح، لأن إسرائيل لا تحتاج السعودية للدفاع عنها. والحق أن ترامب استعمل إسرائيل في النقاش العام ليحول الموقف وكأنه استفتاء على أمن ووجود إسرائيل.

وهو بذلك يستدعي الموضوع الإسرائيلي الذي يحظى بإجماع أمريكي حتى يخلط الأوراق ويغطي على أمر آخر وهو العلاقة المالية الشخصية التي تربط ترامب أو أفراد من عائلته بالسعودية بقيادة محمد بن سلمان.

وبالفعل يلوح الكثير من أعضاء الكونغرس بأنهم عازمون على التحقيق في العلاقة المالية الخاصة بين السعودية وأفراد من عائلة ترامب.

لا يتفهم كثير من الأمريكيين موقف ترامب ، ولا يقبلون بمقولة إن أمريكا تحتاج السعودية، فالأخيرة هي من تحتاج الأولى، لأنها من تقدم لها الحماية!

وهذا ما كان يقوله ترامب نفسه قبل مقتل خاشقجي عندما كان يخاطب الملك سلمان طالبا إياه بدفع ثمن الحماية الأمريكية، الآن وبقدرة قادر أصبحت السعودية هي من يحمي إسرائيل! تناقض جلي.

لم يأت من قبل رئيس أمريكي يصر ليلا ونهارا على أهمية السعودية في إنعاش الاقتصاد الأمريكي ويقول للسعوديين بأنه عرضة للابتزاز! فما على السعودية إلا أن تلوح بوقف "الاستثمارات" حتى ينحني سيد البيت الأبيض.

منطق غريب لرئيس دولة لم يأت من رحم التجربة السياسية الأمريكية، فهو لا يعرف الكثير عن السياسة الخارجية ويتصرف مستندا إلى التضليل وافتعال المواجهات الثانوية تارة مع الإعلام وتارة مع الحلفاء، لكنه وعلى نحو لافت يتجنب الخصوم.

مع كل هذا لا يكسب ترامب شيئاً، فالإعلام الأمريكي الذي يحظى بمصداقية كبيرة داخل الولايات المتحدة يتربص به ولا يترك شاردة ولا واردة إلا ونال فيها من الرئيس متهما إياه بالتضليل والكذب والانبطاح لمحمد بن سلمان ومتاجرا بالقيم الأمريكية.

قريبا سيتحرك الكونغرس وسيعقد جلسات استماع ما يعني إحراج الرئيس علنا، الأمر الذي من شأنه أن يدق المسمار الأول في نعش ترامب الانتخابي بعد عامين بالتمام والكمال.

وإذا ما نجح الكونغرس في فرض عقوبات على السعودية رغم موقف ترامب فحينها سيعرف الرئيس ترامب أنه كان قد وضع رهانه على الحصان الخاطئ ما يعني أن إعادة انتخابه ستكون في مهب الريح.

لم يتكشف بعد ما هو المقابل الذي يسعى إليه ترامب من وراء انحيازه المكشوف للطغاة في العالم الثالث، لكن من الواضح أن معركته الآن هي داخلية ولا يوجد أي ضمانة بأن الرئيس يمكن أن يخرج منها سالماً.

-د.حسن البراري، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب إسرائيل الكونغرس السعودية عقوبات اغتيال خاشقجي بن سلمان