استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل تبقى لجيلنا أحلام؟

الثلاثاء 27 نوفمبر 2018 03:11 ص

كما سبقه من الأجيال، مر جيلنا بما يكفي من الاخفاقات والاحباطات لتمسح عن الوجه بسمة الأمل، استيقظنا على غزو الكويت، لنتحول من حلم آبائنا العربي الى حلم خليجي ثم أمسينا على تبدده مع بيانات منتصف الليل.

وعوض أن يكتمل الاحتفال بسقوط الاتحاد السوفييتي على يد الأفغان عشنا مأساة هذه البلاد من اقتتال المجاهدين الى احتلالها وتدميرها مرة ثانية، عشنا سقوط بغداد، ودمار ليبيا وخراب سوريا، وتمزيق اليمن.

وما زلنا نعيش لنشهد المزيد من الآلام والاحباطات، لذا يبدو السؤال مشروعاً، هل تبقى لجيلنا أحلام؟

توسط العمر بجيل الطفرة، الذي نشأ في الخليج مستقبلاً الرفاهية والتطور على مختلف الصعد، لم يعش هذا الجيل كدر الحاجة التي عاشها الآباء، وللطفرة وهج يغطي على التحديات الحقيقية، اليوم أصبحت هذه التحديات أقرب مع خلافات الخليج وانخفاض أسعار النفط وتنامي الفوضى من حولنا.

لا تكاد تهدأ أزمة حتى تبدأ الأخرى ولم يعد الخليج واحة الاستقرار في محيط مضطرب، بعد الحديث عن العملة الموحدة والاتحاد الخليجي أصبح السؤال اليوم، هل سيبقى لأبنائنا خليج واحد؟

الصورة في الحقيقة تبدو قاتمة، وأحلام الجيل الذي ولد في ثمانينيات القرن الماضي تكسرت على صخرة القرن الجديد، حتى وميض الربيع العربي ما لبث أن انطفأ على يد الثورات المضادة، ولكن كل ذلك لا يعني شيئاً في ميزان التاريخ، فأحداث الزمان ليست بالانضباط الذي نتخيله، المنحنى لا يأخذ اتجاهاً واحداً اطلاقاً.

بل هو صعود وهبوط وقمة وقاع، انتصار المسلمين على فارس والروم تبعه فتنة مؤلمة، وانتصار الثورة الفرنسية على النظام الملكي القمعي تبعه عهد من الفوضى والقمع انتهى بامبراطورية نابليون.

والتخلص من المستعمر في العالم العربي تبعه نشوء جمهوريات القمع، وهكذا العجلة تدور والأحداث تتوالى والتاريخ يكتب!

فبماذا يحق لنا أن نحلم؟

اذا أزلنا عن أعيننا غبار الأحداث وأمعنا النظر لوجدنا صورة مختلفة تتوارى في الأفق، فالمطالبة بالحرية أسقطت أنظمة، والمقاومة الفلسطينية تصل بصواريخها الى أهداف في العمق، وعدد من الدول في المنطقة تجاوزت عتبة الاصلاح السياسي الى حكومة منتخبة.

وطموحات العدو بتغير المواقف الشعبية مع الرسمية لم تنجح فمازال الشباب العربي حصناً حصيناً على التطبيع مع الصهاينة، ومؤشرات التعليم ترتفع سريعاً حتى في أواسط أولئك الواقعين في أتون الحروب، ومؤسساتنا الخيرية والاجتماعية تقوم بأدوار جبارة في بناء الانسان والمحافظة عليه.

كل ذلك يختفي خلف ستار الأحداث المؤلمة ولكنه موجود وبحاجة لمن يسلط عليه الضوء ليقول لهذا الجيل أن الأمل باق ما بقي في الحياة مدة.

لا شك أن البقية من العمر ستشهد المزيد من الآلام ولكنها ستفتح الباب لمزيد من الأحلام، بعضها سيتحقق على أيد المجتهدين وبتضحيات المخلصين والبعض الآخر سيكون كماء البحر يعتلي الموج ليواجه الشاطئ ثم يعود للعمق بحثاً عن موجة أخرى.

عجلة الأحداث التي ترفعنا معها تارة وتهوي بنا تارة يجب أن لا تحجب الرؤية عن المناظر الجميلة على طريقنا، فلنستمر على هذا الطريق نحلم رغم الألم ونحاول عند الفشل وندفع بهذه الروح الطموحة نحو جيل جديد نعيش معه أحلام الصبا وحماس الشباب.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر

  كلمات مفتاحية

أحلام الجيل الخليج غزو الكويت حلم عربي مقاومة ربيع عربي استقلال جمهوريات قمع محمد كوثراني