تونسيون يستعدون لاستقبال بن سلمان بالمنشار ومجسمات لأرجل مقطعة

الثلاثاء 27 نوفمبر 2018 03:11 ص

قالت مصادر إن أجندة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في تونس، التي يصل إليها بعد ظهر الثلاثاء، تقتصر على لقاء الرئيس "الباجي قائد السبسي"، وسط تكتم رسمي على برنامج الزيارة وموعدها بالترافق مع مظاهرات شعبية رافضة للزيارة.

وأوضحت المصادر أن "بن سلمان" يصل إلى تونس في الثالثة بعد ظهر بالتوقيت المحلي.

وأضافت المصادر أن "بن سلمان" سيلتقي في تونس "السبسي" فقط.

وحسب تصريحات سابقة للمتحدثة باسم الرئاسة التونسية "سعيدة قراش" تأتي الزيارة بطلب من "بن سلمان" نفسه.

ومنذ الإثنين ينظم ناشطون مدنيون وسياسيون وطلاب مظاهرات احتجاجية بالعاصمة رافضة لزيارة "بن سلمان".

فيما تقدم محامون تونسيون بقضية لمنع الزيارة، وأصدرت أحزاب سياسية ومنظمات طلابية وجمعيات حقوقية ونقابات مهنية بتونس بيانات رافضة للزيارة.

ويتهم المتظاهرون "بن سلمان" بالضلوع في مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية بإسطنبول.

ويشهد قلب العاصمة التونسية حاليا مسيرة احتجاجية رفضا لزيارة "بن سلمان".

ورفع المحتجون شعارات من قبيل "شعب مواطنين.. تونس ليست للبيع"، و"الشعب يريد طرد ابن سلمان"، و"الشعب يريد تجريم التطبيع"، كما رفعوا أعلام تونس والجزائر وموريتانيا ومصر وفلسطين.

وانطلقت المسيرة، التي دعت إليها منظمات مدنية وأحزاب بينها حزب "حراك الإرادة" و"الجمهوري" و"الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية" (مستقلة)، من أمام تمثال "ابن خلدون" وسط العاصمة لتجوب شارع "الحبيب بورقيبة".

ومنذ الخميس الماضي، زار "بن سلمان" الإمارات والبحرين ومصر، ضمن أول جولة خارجية له منذ مقتل خاشقجي (59 عامًا)، داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة منذ أعلنت في 20 أكتوبر/تشرين أول الماضي، مقتل "خاشقجي" في قنصليتها بإسطنبول، بعد 18 يومًا من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة بشأن مصيره، قبل أن تقر بقتله وتجزئة جثته، إثر فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة إلى المملكة.

ويحمل المتظاهرون مناشير ومجسمات لأرجل مقطوعة، ويردد آخرون "يا بن سلمان يا عميل الأمريكان". 

وتنكر متظاهرون في ثوب "مهرجين" يحملو مجسمات لأرجل مقطوعة وآخرون يحملون مناشير، فيما يردد الباقون شعارات من قبيل "محمد بن سلمان حامي حمى الفاسدين. بن علي نموذجا"، و"مجرم الحرب بن سلمان غير مرحب به في تونس" و"محمد بن سلمان مكانه قفص الاتهام".

وتنتشر على بعض المباني في العاصمة لافتات عملاقة تندد بزيارة ولي العهد السعودي إلى تونس، من قبيل "لا أهلا و لا سهلا بجلاد النساء محمد بن سلمان" على مبنى جمعية النساء الديمقراطيات.

مقاضاة "بن سلمان"

وفي مؤتمر صحفي عقدته الإثنين، عبرت 14 منظمة تونسية، بينها نقابة الصحفيين ومركز تونس لحرية الصحافة وجمعيات النساء الديمقراطية ومنظمات حقوقية، عن "رفضها القاطع للدعوة الموجهة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة تونس التي من المنتظر أن يصل إليها يوم الثلاثاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 في إطار جولة تشمل دولا عربية وتهدف إلى فك عزلته على خلفية ضلوعه في الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018".

كما عبرت هذه المنظمات عن "استغرابها من هذه الدعوة وما تضمره من دلالات تشير إلى استهتار كامل بمبادئ حقوق الإنسان واستخفاف مشين بالمسار الديمقراطي الذي تعيشه تونس منذ لجوء رئيسها الأسبق زين العابدين بن علي الى المملكة العربية السعودية وخلعه في 2011".

وأعلنت نقابة الصحفيين التونسيين أنها تقدمت الإثنين، بشكوى قضائية "لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اعتمادا على التقرير المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان باليمن وعملاً بالمواد 7 و 8 و 14 من نظام روما الأساسي والمادة 146 من اتفاقية جنيف المعتمدة في 12 أوت 1949 والفصل 14 من المرسوم عدد 88 المتعلق بتنظيم الجمعيات والفصل 27 من مجلة الاجراءات الجزائية."

وتتضمن الدعوى اتهامات بارتكاب جرائم في مجال حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والإعلام، فضلا عن ارتكاب جرائم حرب في اليمن.

الرئاسة التونسية ترحب

وجددت الرئاسة التونسية ترحيبها بزيارة ولي العهد السعودي، حيث علّقت "سلمى اللومي" مديرة الديوان الرئاسي على المواقف الرافضة للزيارة بقولها "بيننا وبين السعودية علاقة تاريخية لا تخضع لمن هو في الحكم وإنما لمصالح عليا".

وأضافت "بن سلمان ممثل المملكة السعودية ومرحّب به".

وكان المستشار السياسي للرئيس التونسي "نور الدين بن تيشة"، أكد أن ولي العهد السعودي "مُرحّب به في تونس وعلاقاتنا بكل الدول العربية مبنية على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والدبلوماسية لا تخضع للعواطف والمشاعر".

وأضاف "تونس موقفها واضح من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وسبق أن طلبت كشف الحقيقة ومعاقبة المتورطين، لكن لا نستطيع أن نسمح باستغلال قضية القتل من أجل المس باستقرار دولة شقيقة كالمملكة العربية السعودية ووضعها تحت طائلة الابتزاز".











المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

اغتيال خاشقجي محمد بن سلمان تونس السبسي