قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن البيت الأبيض قرر منع مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "جينا هاسبل" من تقديم إفادتها إلى مجلس الشيوخ حول قضية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
وهذه الإفادة كان من المفترض أن يستمع إليها المجلس، الأربعاء، في جلسة مغلقة، يحضرها أيضا وزيري الخارجية "مايك بومبيو"، والدفاع "جيمس ماتيس".
ووفقا لتلك التطورات، من المنتظر أن يحضر "بومبيو" و "ماتيس" فقط تلك الجلسة، وهو ما أثار غضبا داخل الكونغرس، واعتبره كثيرون دليلا آخر على مساعي إدارة "ترامب" التستر على السعوديين بشكل فج، في هذه القضية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بمجلس الشيوخ تأكيدهم أنه مع مناقشة أي قضية تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، من المفترض أن يحضر مسؤول استخباراتي، وفي حالة "خاشقجي"، فإن "هاسبل" هي المعنية الأولى بتقديم الإفادة لمجلس الشيوخ، كونها هي التي سافرت إلى تركيا واطلعت على دلائل واضحة في القضية، قيل إن منها تسجيلات للحظات مقتل الصحفي السعودي، وما سبقها وما تلاها أيضا.
وقالت "الغارديان" إنه حتى الثلاثاء، أخبرت الإدارة الأمريكية مجلس الشيوخ أن يتوقعوا حضور "بومبيو" و"ماتيس" فقط خلال الإفادة، الأربعاء.
وقال أحد مسؤولي مجلس الشيوخ للصحيفة البريطانية إن ما يحدث حاليا "أمر غير مسبوق"، مضيفا أن إحاطة كهذه من المفترض أن تضم حتما مسؤولا من الاستخبارات، ولا يوجد تفسير لما يحدث سوى أن إدارة "ترامب" تريد إسكات الاستخبارات المركزية في قضية "خاشقجي".
ونقلت الصحيفة أيضا عن "بروس ريدل" السياسي الأمريكي البارز ومسؤول مخضرم سابق بوكالة الاستخبارات المركزية، قوله إن ما يحدث "دليل إضافي على أن "البيت الأبيض يحاول تنفيذ أسوأ تغطية في التاريخ الحديث على السعوديين".
وأشارت الصحيفة إلى أن محاولة سابقة داخل مجلس الشيوخ لقطع المساعدات العسكرية عن السعودية، برعاية السيناتور المستقل "بيرني ساندرز"، والديمقراطي "كريس ميرفي" والجمهوري "مايك لي"، لكن تم إجهاضها في مارس/آذار الماضي، بعد أن صوت ضدها العديد من أعضاء مجلس الشيوخ.
لكن، ووفقا للصحيفة، فإن العديد من هؤلاء الأعضاء غيروا رأيهم حاليا، وباتوا ضد السعودية وولي العهد، بما فيهم "بوب مينديز"، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، و"بوب كوركر"، رئيس اللجنة.
في سياق متصل، رفض مستشار الرئيس الأمريكي "جون بولتون" الرد على أسئلة من صحفيين حول ما أفادت به "الغارديان".
