في عالم كرة القدم هناك لاعبون تحتار في تصنيفهم، بين عبقري وفنان وكسول أو حتى فاشل، من بينهم النجم السابق لناديي توتنهام ومانشستر يونايتد الإنجليزيين، المهاجم البلغاري "ديميتار برباتوف"، حيث لم ينجح في ترك ذلك الانطباع الثابت.

وكان "ديميتار" يملك لمسة مختلفة للكرة، وكان يعطي لها ما لم يجده في صغره، فقد عاش الفتى المولود في مدينة بلاجوفجراد البلغارية طفولة شاقة، وكان يستيقظ في السادسة صباحًا رفقة أسرته ليأخذوا دورهم في طابور الخبز، يقف الأب أولاً ثم الأم ثم الأبناء واحدًا تلو الآخر، يتبادلون الدور كل ساعة تقريبًا.

وكانت الكرة هي ملاذه الوحيد، لم يجد سوى ملاعب الأسفلت، ولم يكن لديه سوى زوج واحد فقط من الأحذية، وإذا قطع كان يضع شريطًا لاصقًا مكان القطع ويواصل الركل. 

والده كان لاعب كرة قدم أيضًا، وكان حريصًا على ألا يضل "ديميتار" طريقه، كان يشير إلى أحدهم ويسأل: "هل تعرف هذا الفتى؟ لقد كان لاعبًا واعدًا لكنه لم يجد من يرشده، فكانت هذه نهايته".

حاول الأب تحذير ابنه مرارًا وتكرارًا، وقد نجح في ذلك، ليبدأ رحلته مع كرة القدم في نادي بيرين بلاجوفجراد حيث كان يلعب والده، ومنه إلى نادي العاصمة سسكا صوفيا حيث اصطدم بالمافيا البلغارية للمرة الأولى.

وفي إحدى المرات وعقب انتهاء الفترة التدريبية، قرر "برباتوف" أخذ جولة في المدينة سيرًا على الأقدام، فتوقفت سيارة أمامه، نزل منها 3 رجال، وأخذوه بالقوة، فقد اختطف على يد "جورجي إلييف" زعيم المافيا البلغارية في ذلك الوقت، والذي كان يملك نادي ليفسكي.

حاول زعيم المافيا أن يجبر اللاعب الموهوب على التوقيع لناديه، استطاع "برباتوف" بطريقة ما التواصل مع والده، وبعد عدة اتصالات، تم الإفراج عن اللاعب، وحطمت تلك الحادثة معنوياته وعجلت برحيله عن موطنه، لينتقل بعدها إلى ألمانيا ثم إنجلترا حيث سيصطدم بالمافيا مرة أخرى.

فبعد أيام من توقيع الهداف التاريخي لبلغاريا مع مانشستر يونايتد، تواصلت المافيا مع والدته، وهددوا عائلته وزوجته "إيلينا"، وطالبوه بدفع مبلغ مالي مقابل حمايتهم.

وجد اللاعب دعمًا قويًا من ناديه الجديد، حيث منحه المدرب الاسكتلندي الشهير "السير أليكس فيرجسون" طائرته الخاصة لنقل عائلته إلى إنجلترا، وبعدها قرر "برباتوف" عدم إبلاغ الشرطة، والتفاوض بنفسه مع المافيا حتى استطاع التوصل إلى اتفاق معهم.

ومن أبرز مباريات "برباتوف" التي كانت بدايته إلى القمة، هو النهائي الحلم بعد 18 شهرًا فقط من انضمامه إلى بايرن ليفركوزن الألماني، وكان في الـ21 من عمره، وسيواجه ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا.

وشارك بديلاً قبل نهاية الشوط الأول، لكنه لم يستطع منع فريقه من الخسارة بعد تسديدة النجم الفرنسي "زيدان" الشهيرة بيسراه. 

وبعد 4 سنوات، أبدى مانشستر يونايتد اهتمامه باللاعب، لكن توتنهام سبقهم وفاز بخدمات الدولي البلغاري، ربما لو كان انضم للشياطين الحمر وقتها، لكان فاز معهم بذات الأذنين، ثم عاد اليونايتد من جديد لطلب خدماته، وظفروا بها أخيرًا مطلع موسم 2008-2009 على الرغم من موافقة السبيرز على عرض مانشستر سيتي المتأخر فإن اللاعب كان قد حسم موقفه.

وكانت اللحظة الأجمل في مسيرة "برباتوف"، حين شعر كأنه على قمة العالم عندما وجد "السير أليكس" ينتظره في المطار ليرحب به. الانتقال إلى نادٍ كبير مثل المانيو.

وشهد موسم 2010-2011 انفجار الدولي البلغاري بتسجيله 20 هدفًا في "بريميرليغ"، ليصبح هداف الدوري.

وانتهت مسيرة البلغاري بالنسبة للكثيرين عقب رحيله عن اليونايتد، حيث تنقل من فولهام إلى موناكو ثم باوك اليوناني، ختامًا بالدوري الهندي.