أكد الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي "ألبرت هانت" أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" مخطئ إذا ظن أن الفضيحة حول دوره في قتل الصحفي السعودي البارز عالميا والكاتب بصحيفة "واشنطن بوست"، "جمال خاشقجي" ستتلاشى، بسبب جولة خارجية، أبرزها حضوره اجتماع قمة مجموعة العشرين لقادة العالم في الأرجنتين.

واستشهد "هانت"، في مقال له بوكالة "بلومبرغ" الأمريكية، بتصريح لرجل الاستخبارات الأمريكية السابق "بروس ريدل" ومدير مشروع الاستخبارات الحالي بمعهد بروكينغز، والخبير البارز بشؤون الشرق الأوسط، قال فيه إن "بن سلمان" ينتظر أن تظهر صوره مع قادة العالم خلال القمة، ليتداولها الجميع ويقولون:"انظر.. لقد بدأ الأمر يعود إلى طبيعته".

وأضاف "ريدل": "إنه (بن سلمان) مخطئ، إن السعودية باتت الآن سامة، وستظل كذلك ما بقي ولي العهد في السلطة".

واعتبر "هانت" أن تقييم "ريدل" ذلك كان هو الأكثر قسوة على ولي العهد السعودي من بين تقديرات باقي المحللين، لكن مؤهلاته (ريدل) تجعل ما يقوله مثيرا للاهتمام، حيث كان لثلاثة عقود خبيرا كبيرا بشؤون الشرق الأوسط بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وكتب كتابا العام الماضي عن العلاقات الأمريكية السعودية.

ويضيف "هانت": "في الربيع الماضي، وعندما كانت معظم المؤسسات السياسية والتجارية والإعلامية في الولايات المتحدة تعول على ولي العهد السعودي البالغ من العمر 32 عاماً في أنه سيكون منقذ ومجدد، كان ريدل يشك في ذلك، وكان يرى أن هذا الشاب متسرع ومتهور، وكان ذلك قبل ستة أشهر من مقتل الصحفي جمال خاشقجي".

وأشار الكاتب إلى تقديرات "ريدل" تشير إلى أن السعوديين لا زالوا يعولون على خفوت قضية "خاشقجي"، وعودة العلاقات الجيدة مع مجموعات الضغط وشركات العلاقات العامة الأمريكية لتلميع صورة ولي العهد، بموجب الأموال الطائلة التي تتقاضاها.

ويمضي "ريدل" بالقول إن السمعة الملوثة لـ"بن سلمان" قد تغير أفكار تلك الشركات حول التعامل معه، مضيفا: "لم يعد افتراض أن الأمير الشاب سيحكم المملكة لسنوات طويلة في هذا القرن آمنا".

وأشار "هانت" إلى أن "بروس ريدل" شكك أيضا في استقرار حكم "بن سلمان" عندما تحولت الحرب السعودية ضد المتمردين الموالين لإيران في اليمن إلى كارثة إنسانية، وزاد تعرض المملكة لانتقادات من معظم أنحاء العالم.

وتابع: "حينها قال ريدل إن الخطوة الذكية للمملكة العربية السعودية هي الخروج من ما يعتبره فيتنام أخرى، لكنه توقع أن يقاوم بن سلمان الانسحاب، بسبب الخوف من أن ينظر إليه على أنه رمز للضعف".

وحول قضية مقتل "خاشقجي"، قال "هانت" إن "ريدل" رأى أن من جملة أخطاء "بن سلمان" الكارثية في الأزمة كانت تعويله على أن تركيا لن تهتم فعليا بالأمر وتسير خلفه بهذا الإصرار، لكن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لم يفوت تلك الفرصة لتوجيه ضربات موجعة لـ"بن سلمان" الذي يراه منافسا له في الشرق الأوسط.

واعتبر "ريدل" أن "خاشقجي" قتل لأنه كان ينتقد النظام السعودي في عمود بمكان شديد التأثير هو "واشنطن بوست"، وليس أية صحيفة مغمورة مثل "ميامي هيرالد" أو مدونة يمكن تجاهلها.