روبرت فيسك: ترامب يشبه الكثير من طغاة العرب

الخميس 29 نوفمبر 2018 10:11 ص

"من المسؤول عن الحرب الأهلية السورية؟ إيران.. من المسؤول عن حرب اليمن؟ إيران.. من المسؤول عن الطائفية في الشرق الأوسط؟ إيران.. من يهدد (إسرائيل)؟ إيران".

قدم "روبرت فيسك"، هذه الأسئلة وإجاباتها كنموذج، لما اعتبره غيابا لفهم الغربيين للشرق الأوسط، ومدى ما يجنيه عليهم الانسياق وراء تحالف زعمائهم مع طغاة هذه المنطقة من العالم.

وأوضح الكاتب البريطاني المخضرم، في مقال نشره بصحيفة "الإندبندنت"، الخميس، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مثال نموذجي لذلك الزعيم الغربي الذي يردد مقولات حلفائه الديكتاتوريين  في السعودية حول تسبب إيران في كل أزمة بالمنطقة.

وأضاف أن أول من طالب الولايات المتحدة بأن "تقطع رأس الأفعى الإيرانية عام 2008" هو الملك السعودي الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز"، شقيق الملك الحالي "سلمان"، والد أفضل صديق حالي للولايات المتحدة، ولي العهد المملكة "محمد بن سلمان".

وبإضافة مقارنة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" المتكررة لإيران بألمانيا النازية ووصف ولي العهد السعودي لزعيمها الأعلى آية الله "علي خامنئي" بأنه "هتلر الجديد في الشرق الأوسط"، يرى "فيسك" أن كلا من السعودية و(إسرائيل) رسمتا خريطة الحرب الإقليمية، وهو ما أيده "ترامب"، وانخدع به الغربيون كالعادة.

وعزا "فيسك" ذلك الانخداع المتكرر من جانب الغربيين، بما اعتبرها "نظرتهم العنصرية" تجاه العرب، التي غالبا ما تجعلهم يصدقون ما يلقى لهم من تبريرات زعماء السياسية.

وضرب المقال مثالا على تلك الحالة بالسخرية التي عمت متابعة اللقطات التي صورتها "رويترز" للقنصل السعودي السابق بمدينة إسطنبول "محمد العتيبي" وهو يفتح خزانات حفظ الملفات والأدراج ليثبت لصحفيي الوكالة، أن الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" غير موجود داخلها.

بدا المشهد وكأنه تمثيلية، حسبما رأى الساخرون، لكن حقيقة الأمر أن عقل القنصل اللاواعي كان مهتما بإثبات براءته الخاصة من المشاركة في تنفيذ اغتيال "خاشقجي" أمام الكاميرات، ولذا فتح الأدراج وحافظات الملفات، لأنه رأى القتلة وهم يقطعون أوصال الجثة.

لم يكن "العتيبي" غبيا إذن، بل إن الغربيين الذين تابعوه هم من لا يفهمون الشرق الأوسط، بحسب "فيسك"، ولذا يخدعهم السياسيون دائما بعناوين: "الإرهاب الإسلامي"، و"الاستقرار السياسي"، و"خفض أسعار النفط"، و"الثروات التي يمكن منحها للدول الغربية في مقابل الدعم السياسي والقوة العسكرية لأنظمة الديكتاتوريين".

ولما لم يكن بالإمكان إلقاء اللوم على إيران في جريمة قتل بشعة، كتلك التي تعرض لها "خاشقجي"، كان السبيل هو إلقاء اللوم على العالم نفسه "لأنه مكان شرير للغاية"، كما قال "ترامب".

وأشار "فيسك" إلى أن التاريخ يؤكد أن دعم الديكتاتوريين بالشرق الأوسط ينتهي دائما بسقوط حلفائهم الغربيين أيضا، ضاربا المثل بما جرى لـ"جيمي كارتر" بعد أزمة الرهائن الأمريكيين بسفارة واشنطن في طهران بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وتأثير غزو "جورج دبليو بوش" للعراق، الذي شوه سمعته السياسية إلى الأبد.

وتوقع الكاتب البريطاني أن يكون مصير "ترامب" كأسلافه، لأنه "لا يؤمن بالتاريخ ولا بالأخلاق، بل يؤمن بنفسه فقط، وهو ما يمثل وجه شبه كبير بينه وبين أصدقائه بالعالم العربي"، حسب قوله.

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب الشرق الأوسط إيران إسرائيل نتنياهو بوش السعودية محمد بن سلمان جمال خاشقجي