إيكونوميست: قطر تستعد لمونديال 2022 وسط صعوبات متجددة

الجمعة 30 نوفمبر 2018 05:11 ص

لا يحتوي "ملعب مؤسسة قطر" بعد على أي عشب أو جمهور، لكن العمل على أرض الملعب – الذي كان قبل عامين مجرد حفرة في الأرض - يجري على قدم وساق، والآن، تعمل رافعة ضخمة وعشرات من العمال على تركيب حلقة ضغط تدعم السقف الذي يبلغ وزنه 4500 طن، فيما يقوم مختبر تديره الدولة بتجريب الأعشاب القادمة من جميع أنحاء العالم للعثور على الأنسب منها لمناخ قطر الصحراوي.

تقدم سريع واستثنائي

في معظم الدول، تأتي الأحداث الرياضية الكبرى مع سلسلة من الوعود التي لا يتم تحقيقها حول البنية التحتية الجديدة والمحسنة، ولكن من غير المحتمل أن يحدث ذلك في قطر، الدولة الخليجية الغنية بالغاز التي ستستضيف كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، التي يمكنها أن تعتمد على جيش من العمال الأجانب، الذين يكدحون في ظروف صعبة (ولكنها تتحسن)، لكن بينما تستعد قطر لاستضافة البطولة، فإنها تواجه صعوبات مألوفة، والكثير من الصعوبات الجديدة.

تظهر علامات التقدم في كل مكان في الدوحة العاصمة، وقد أصبحت القيادة في جميع أنحاء المدينة مصدر إزعاج للزوار، لأن خرائط "جوجل" لا يمكنها مواكبة جميع الطرق السريعة الجديدة، حيث لم تعد الدوارات المزدحمة القديمة موجودة، واستبدلت بالتقاطعات الانسيابية المرتفعة.

وعندما فازت قطر بحق استضافة البطولة عام 2010، كان مترو الدوحة بمثابة رسم على الورق، والآن وسيبدأ تشغيل خطه الأول في غضون بضعة أسابيع.

تبني قطر الكثير جدا بالفعل، في الوقت الذي يتوقع فيه أن يصل عدد المشجعين خلال كأس العالك إلى 200 ألف مشجع يوميًا، مما يؤدي إلى زيادة عدد السكان بنسبة 8٪، وسوف ينام البعض على متن السفن السياحية، وسيخيم آخرون في الصحراء، لكن معظم الغرف الفندقية الجديدة التي وعدت بها الدولة المضيفة، والبالغة 100 ألف ستكون في العاصمة وحولها.

التعامل مع المشاكل

لا تعد دولة قطر في الواقع دولة كبيرة مقارنة بالمضفين السابقين لكأس العالم، وهي دولة بحجم مدينة، وقد استغل المنظمون ذلك في الترويج لها، حيث يمكن للمشجعين حضور المزيد من المباريات دون تكبد ساعات طويلة من السفر، ويعني أنه سيتم تركيز الإقامة في مكان واحد، مما سيترك حالة من التخمة في الدوحة ولكن غالباً ما تواجه المدن التي تستضيف الألعاب الأولمبية مشاكل مماثلة.

هناك مشكلة معينة بالنسبة لقطر هي ما سيفعله المشجعون عندما يستيقظون قبل أوقات المباريات، ولدى الإمارة بالفعل بعض وسائل المتعة، مثل أميال من الشاطئ وحفنة من المتاحف، ولكنها بعيدة كل البعد عن العروض الثقافية الغنية لروسيا، التي استضافت بطولة هذا العام.

ويقول "حسن الذوادي"، الذي يشرف على التخطيط القطري: "إن كأس العالم نفسه يجلب فرحته الخاصة"، وهو يعتقد أن المشجعين سينشؤون الترفيه الخاص بهم، وفي موسكو يمكنهم الاختلاط مع الآخرين في الساحة الحمراء، أما منطقة المشجعين الرئيسية في قطر فهي حديقة تقع بين الطريق السريع الساحلي ومنطقة المستشفى.

ولن يكون الكحول متاحًا في الأماكن العامة، إلا في "المناطق المحددة"، والتي لم يتم تحديدها بعد.

حصار عربي

وستكون هذه أول بطولة لكأس العالم في دولة عربية، لكن السياسة قد تبقي الجماهير العربية بعيدة، فقد قامت بعض الدول العربية – بقيادة السعودية والإمارات – بقطع روابط السفر مع قطر لمجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك دعمها لقناة "الجزيرة"، وهي قناة تلفزيونية تنتقد الحكام العرب، وقبل هذا الخلاف كان هناك حديث عن إمكانية قيام الخطوط الجوية القطرية بتشغيل الرحلات من وإلى دبي، أما الآن فليس من الواضح ما إذا كان بإمكان المشجعين الإماراتيين الحضور حتى إلى قطر، ويعيش ثلث العرب في دول تفتقر إلى الرحلات المباشرة إلى قطر.

ويريد رئيس الفيفا "جياني إنفانتينو"، توسيع البطولة من 32 إلى 48 فريقاً، وهذا من غير المحتمل أن يحدث. وإذا حدث ذلك ، فإن قطر ستحتاج لمشاركة البطولة مع الدول المجاورة، والتي قطعت معظمها العلاقات الدبلوماسية.

وكان المنظمون يأملون أن تجمع البطولة العرب، ولكنها بدلاً من ذلك قد تؤكد على الانقسامات.

المصدر | ذا إيكونوميست

  كلمات مفتاحية

كأس العالم 2022 قطر حصار قطر