شرق أفريقيا مهد الإنسانية والجزائر ثاني أقدم تواجد بشري

السبت 1 ديسمبر 2018 06:12 ص

عزز اكتشاف أثري بالجزائر، لأدوات حجرية وعظام حيوانات كانت تستخدم في القطع، ربما يصل عمرها إلى 2.4 مليون عام، الاعتقاد بأن شرق أفريقيا كان مهدا للإنسانية، ويجعل الجزائر صاحبة ثاني أقدم تواجد بشري في العالم.

واكتشف فريق من باحثين جزائريين ودوليين هذه الأدوات، التي تعد أقدم ما اكتُشِف في المنطقة حتى الآن، في "عين بوشريط" الواقعة بمدينة سطيف (شرق الجزائر العاصمة).

وعُثر على الاكتشافات في طبقتين، يعود تاريخ الأولى إلى 2.4 مليون عام مضى، والثانية يعود تاريخها إلى 1.9 مليون عام.

وتجعل النتائج الجديدة "عين بوشريط"، أقدم موقع أثري في شمال أفريقيا، حيث يوجد بالموقع دليل على استخدام اللحوم في الطعام، وأدوات حجرية مستخدمة في تقطيعها، وتوحي بإمكانية اكتشاف مواقع قديمة أخرى في مناطق غير في شرق أفريقيا.

وتشبه الأدوات المكتشفة بالجزائر بشدة الأدوات "الأولدوانية"، التي وجدت حتى الآن في شرق أفريقيا بشكل رئيسي، وعثر عليها في شمال تنزانيا عام 1931، وتنتمي للعصر الحجري القديم، حسب صحيفة "الشروق".

وعُثِر على الأدوات بجوار عشرات من عظام الحيوانات التي تحولت لحفريات، واحتوت على علامات قطع، كما لو كانت آثار جزارين من عصور ما قبل التاريخ.

وتعود العظام إلى حيوانات مختلفة تتضمن أسلاف التماسيح والأفيال وأفراس النهر.

وذكر التقرير الذي نشر في مجلة "ساينس"، أن "منطقة شرق أفريقيا تعد إلى حد بعيد موطن استخدام الأدوات الحجرية من قِبَل أجدادنا البشر القدامى، والتي يعود تاريخ أقدم الأمثلة عليها إلى 2.6 مليون عام مضى".

ويعزز هذا الاكتشاف، فرضية تقول إن الأسلاف المبكرين لبشر اليوم، قد حملوا سريعا معهم أدوات حجرية إلى خارج منطقة شرق أفريقيا، واتجهوا نحو مناطق أخرى من القارة.

وهناك فرضية أخرى هي "سيناريو تعدُّد الأصول"، وهو أن يكون البشر الأوائل قد صنعوا الأدوات واستخدموها في كل من شرق أفريقيا، وشمالها في وقت واحد.

وحسب الباحث الجزائري الرئيسي "محمد سحنوني"، فإن هذا الموقع، يعد ثاني أقدم موقع في العالم بعد موقع غونا في إثيوبيا، الذي يعود تاريخه إلى 2.6 مليون عام، ويعد مهد الإنسانية.

 

 

وكانت أقدم أدوات معروفة اكتُشفت حتى الآن في شمال أفريقيا يصل عمرها إلى 1.8 مليون سنة، وعُثر عليها في موقع قريب.

ولم يعثر على بقايا بشرية، ومن ثَمَّ فإن العلماء لا يعرفون نوع أشباه البشر الذين تواجدوا في الموقع، أو أجداد الجنس البشري الذين استخدموا تلك الأدوات وظهروا بعد ذلك بكثير.

 

 

وحسب الدراسة الرئيسية، التي أعلنت عن هذا الكشف، فإنه "بعدما ظهرت آثار تنتمي للعصر الحجري القديم والحقبة الأولدوانية يقدر عمرها بـ2.4 مليون عام، بمنطقة عين بوشريط، فقد تكون منطقة شمال أفريقيا والصحراء مستودعا للمزيد من المواد الأثرية".

وأضافت: "بناء على ما وجدناه في عين بوشريط والأحواض الرسوبية المجاورة لها، نتوقع أن من الممكن أيضا اكتشاف حفريات لأشباه البشر وأدوات شبيهة في شمال أفريقيا يصل عمرها إلى نفس عمر تلك الموثقة في شرق أفريقيا".

ويأمل الباحثون الجزائريون، أن يسهم هذا الاكتشاف في تقدم الدراسات الأثرية في البلاد.

  كلمات مفتاحية

الجزائر اكتشاف أثري أدوات حجرية مهد الإنسانية

أقدم حمض نووي بشري.. عمره 800 ألف سنة