يخشى رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، وقوع أي ضرر لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، حتى لا يتأثر التحالف الإقليمي الجديد ضد إيران.

وحسب المحلل العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم"، "يوءاف ليمور"، فإن لـ"نتنياهو"، دورا كبيرا في موقف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، تجاه السعودية عامة و"بن سلمان" خاصة، في سياق تهدئة الأجواء بالولايات المتحدة، إثر حادثة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

وبحسب "ليمور"، فإنه على خلفية الحملة الإسرائيلية ضد إيران في سوريا، فإن (إسرائيل) منشغلة في نشاط مكثف من أجل نسج تحالفات دولية وإقليمية تغيّر التوازن لمصلحتها.

وأضاف: "وبالإمكان الاعتقاد بأن التقارير المنشورة في الولايات المتحدة حول المجهود الإسرائيلي الملموس، والناجح، لتهدئة غضب واشنطن على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في أعقاب قضية اغتيال الصحفي في إسطنبول، كان طرف جبل الجليد وحسب في العلاقات بين الدولتين".

وتابع: "إذا أضفنا إلى ذلك التقارير حول تسخين العلاقات مع البحرين، استمرارا للزيارة في عُمان، نحصل على شرق أوسط جديد، أقل سذاجة من ذلك الذي تحدثوا عنه في الماضي، لكنه يستند إلى شراكة استراتيجية قوية، عسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا".

في وقت قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، "عاموس هرئيل"، إن "نظرة نتنياهو الإقليمية ما زالت تركز على إيران.. وبالنسبة لنتنياهو، فإن السعوديين يزودون مرساة هامة في الخطوات لتطبيق خطة الـ12 نقطة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، من أجل عزل النظام في طهران، ومن خلال الأمل بإسقاطه".

وأضاف: "رئيس الحكومة بحاجة إلى السعوديين أيضا من أجل مواصلة دفع تحسين العلاقات مع دول أخرى في الخليج"، لافتا إلى أن "زيارة عُمان كانت المحطة الأولى، ويأمل بمواصلة الاتصالات مع البحرين أيضا".

والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس"، إنه لا يمكن التغاضي عن مصالح بلاده الأمنية حتى وهي تسعى لمساءلة قتلة "خاشقجي"، مشيرا إلى أن دور المملكة العربية السعودية جوهري لأمن (إسرائيل).

تأتي تصريحات "ماتيس"، بعد أيام، من تأكيد "ترامب"، ذات المعنى، حين قال إن السعودية تمثل قاعدة كبيرة للولايات المتحدة في المنطقة، مجددا الدفاع عن ولي عهدها.

وأضاف الرئيس الأمريكي: "لولاها (السعودية) لكانت (إسرائيل) في ورطة كبيرة وربما كانت غادرت الشرق الأوسط، هل تريدون لـ(إسرائيل) المغادرة؟".

والشهر الماضي، نقلت تقارير إعلامية، أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، توصلت إلى خلاصة مفادها أن قتل "خاشقجي" كان بأمر مباشر من "بن سلمان".

لكن الرئيس الأمريكي الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكا راسخا" للسعودية على الرغم من قوله إن "بن سلمان ربما كان لديه علم بخطة قتل خاشقجي وربما لا".