قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، السبت، إنه لا توجد أدلة مباشرة تربط بين ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" وجريمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية المملكة في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال "بومبيو"، في حوار مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "لقد قرأت كل المعلومات الاستخبارية الموجودة في حوزة حكومة الولايات المتحدة"، مضيفا: "لا يوجد دليل مباشر يربط بن سلمان بقتل خاشقجي. هذا بيان دقيق، إنه بيان مهم، وهو تصريح نعلنه اليوم".

وعندما سئل "بومبيو" عما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية لديها ثقة عالية في تورط ولي العهد السعودي، قال "بومبيو": "لا يمكنني التعليق على المسائل الاستخباراتية".

وفي رده على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل نفس مستوى التعاون الاستراتيجي مع السعودية، قال "بومبيو" إن بلاده تعمل مع الرياض في أفغانستان وكذلك ضد إيران.

وقال "بومبيو": "إنهم دعم كبير لنا.. إنها علاقة لطالما كانت سائدة طوال 70 عاما عبر الإدارات الجمهورية والديمقراطية على السواء، وما زالت علاقة مهمة. إننا نهدف إلى الحفاظ على تلك العلاقة مع السعودية".

وتأتي تعليقات وزير الخارجية الأمريكي مع تقرير جديد يورد تفاصيل بعض عمليات الاعتراض التي أقامت عليها وكالة المخابرات المركزية تقييمها.

فقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن تقييم وكالة الاستخبارات يتضمن اتصالات إلكترونية أرسلها ولي العهد السعودي إلى مستشار مقرب أشرف على الفريق المكون من 15 سعوديا الذي قتل "خاشقجي".

ووفقا للتقرير، أرسل ولي العهد السعودي 11 رسالة إلكترونية إلى المستشار بالديوان الملكي السعودي الذي أعفي من منصبه "سعود القحطاني"، في الساعات التي كانت قبل مقتل "خاشقجي" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويقول تقييم وكالة المخابرات المركزية إن محتوى الرسائل بين "بن سلمان" و"القحطاني" غير معروف، ولا يحدد الشكل الذي أرسلت به الرسائل، بحسب الصحيفة.

ويقول التقييم أيضا إن "بن سلمان" رأى في أغسطس/آب 2017 أنه إذا لم تنجح محاولاته لإقناع "خاشقجي" بالعودة إلى بلاده، "فبإمكاننا إغرائه خارج المملكة العربية السعودية واتخاذ الترتيبات"، فيما اعتبرته الصحيفة "ينذر" بـ"العملية السعودية ضد خاشقجي".

وقالت الصحيفة إنه من غير الواضح من المقتطفات ما إذا كان الاقتباس مباشرة من "بن سلمان" أو شخص آخر يصف ملاحظاته.

وجاء في التقرير أن وكالة المخابرات المركزية في تقييمها لديها "ثقة متوسطة إلى عالية بأن ولي العهد السعودي استهدف شخصيا خاشقجي وربما أمر بقتله".

وقال التقييم، بحسب الصحيفة: "إننا نقدر أنه من المستبعد للغاية أن يقوم فريق المشغلين هذا بالعمل دون تفويض محمد بن سلمان".

وتم نشر تقييم وكالة المخابرات المركزية للمرة الأولى من قبل صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وذلك في الشهر الماضي، وخلص إلى أن "بن سلمان" أمر شخصيا بقتل "خاشقجي".