شيّعت بلدة الجاهليّة الشوفيّة بلبنان، الأحد، "محمد أبوذياب"، مرافق الوزير الدرزي السابق "وئام وهاب"، الذي قضى ليلاً متأثراً بجروح أصيب بها أثناء مداهمة الشرطة، منزل "وهّاب"، وتوعد رئيس الحكومة المكلف "سعد الحريري"، ضمن ما أسماه "مثلث الإجرام".
وألقى "وهاب"، كلمةً قبل التشييع، رثى فيها "أبوذياب"، مؤكداً أنّ "الجبل خط أحمر"، و"سلامة لبنان خطّ أحمر، لأن دماءك لن تكون رخيصة".
وأضاف أنه سيلاحق قضيته، و"سيبقى دمك وصمة عار على جبين من اتّخذ القرار السياسي، والذي نفّذ عملية الاغتيال الغادرة".
وتابع: "سنفعل كل شيء ضمن القانون، ولكن ليس القانون المنحاز".
جاء ذلك، بعد تحميل "وهاب" المقرب من "حزب الله"، رئيس الحكومة المكلف "سعد الحريري"، والنائب العام التمييزي "سمير حمود" ومدير الأمن العام اللواء "عماد عثمان" مسؤولية مقتله، ومؤكداً أنّه لن يتساهل أبداً تجاه "الجريمة".
وغرّد "وهاب" عبر حسابه في "تويتر"، قائلاً: "فخامة الرئيس، ائتمنّاك على أرواحنا ومستقبل أولادنا ليأتي سعد الحريري ويضغط على القضاء ليغطي سمير حمود جريمة أمام بيوتنا".
وتابع: "وعد الحر دين يا سعد الحريري وسمير حمود وعماد عثمان ودماء محمد أمانة في عنقي".
وزاد: "ثلاثون سنة من الوفاء يا محمد.. ثلاثون سنة أيها البطل.. كم تمنيت لو استمرت هذه الرفقة أيها الوفي.. وعدي لك بأن يكون دمك ثقيل على مثلث الإجرام".
وتُنذر هذه الحادثة، بتفاقم حالة التوتر بين "الحريري" و"حزب الله"، على خلفية تعقيدات تحيط بتأليف حكومة جديدة، بعد مرور 6 أشهر على تكليف "الحريري" بهذه المهمة.
وداهمت قوة من شعبة المعلومات، السبت، منزل "وهاب" في الجاهلية، بناء على إشارة من النيابة العامة التمييزية، بعد امتناعه عن الحضور أمامها، للاستماع إليه في الشكوى ضده على خلفية مواقف مسيئة لـ"الحريري".
واتهم "وهاب"، القوة الأمنية بإطلاق الرصاص على مرافقه، بينما كان على بعد أمتار منه، فيما أفادت قوى الأمن الداخلي في بيان ليل السبت الأحد، أنه لدى مغادرة القوة التابعة لها للقرية، أطلق "مناصرو وهاب النار من أسلحة مختلفة بشكل عشوائي، ما أدى الى إصابة أحد مرافقيه".
وكان "وهاب"، وجّه منذ مطلع الأسبوع انتقادات قاسية لـ"الحريري"، معتبراً أنه "لا يجب أن يكون رئيس حكومة لأنه لا يمثّل أكثرية" برلمانية.
وتضمن مقطع فيديو نُشر الأربعاء، انتقادات قاسية لرئيس الوزراء الراحل "رفيق الحريري"، والد الرئيس المكلف، طالت كذلك زواجه الأول من والدة الأخير.
واعتذر "وهاب"، في اليوم التالي عمّا صدر عنه من "إساءات شخصية"، قال إنها "أتت في لحظة غضب"، من دون أن يتراجع عن مواقفه من "الحريري".
بيد أن حلفاء "الحريري"، تقدموا بشكوى قضائية ضده، وواتهموه بتأجيج الانقسامات وتهديد السلم الأهلي.
و"وهاب"، شخصية درزية بارزة في لبنان وتربطه علاقات وثيقة بالنظام السوري.
وللدروز 8 مقاعد في مجلس النواب اللبناني المؤلف من 128 عضوا.
وقال الزعيم الدرزي اللبناني "وليد جنبلاط"، السبت، بعد اجتماع مع "الحريري" إنه مع أي إجراء ضد أي شخص يهدد السلم الأهلي.
