باجيو.. أفضل لاعب في العالم الذي قهرته ركلات الجزاء

الاثنين 3 ديسمبر 2018 12:12 م

في كرة القدم، هناك مواقف تصنع نجوما وأخرى تهدم أساطير، وهو ما حدث مع الإيطالي "روبيرتو باجيو"، عندما أهدر ركلة الجزاء الشهير أمام منتخب البرازيل، في نهائي بطولة كأس العالم 1994، بالولايات المتحدة الأمريكية.

ووضعت إيطاليا على "باجيو" آمال كبيرة في مونديال 1994، لما لا وهو المتوج بجائزة "الكرة الذهبية" كأفضل لاعب في العالم 1993.

وشارك "باجيو" مع إيطاليا بمونديال أمريكا، في 7 مباريات، أحرز خلالهم 5 أهداف، وقاد الآزوري إلى المباراة النهائية، أمام ملوك كرة القدم البرازيل، وسيطر التعادل السلبي حتى تم اللجوء إلى ركلات الجزاء الترجيحية.

وبينما إيطاليا بأكملها يسودها الصمت، لا أحد ترمش له عين في تلك اللحظة، تشير النتيجة إلى ثلاثة أهداف للبرازيل، مقابل اثنين لإيطاليا، فقد أرسل "فرانكو باريزي" الركلة الأولى إلى السماء بغرابة، وأتبعه "دانيللي ماسارو" بإهداء الركلة الرابعة، إلى يد "تافاريل"، وكان "باليوكا" أنقذ الركلة الأولى، التي نفذها "ماركو سانتوس".

وجاء الدور على "باجيو" الذي يتقدم للخامسة في محاولة للتمسك بالأمل الأخير في الحصول على كأس العالم، لم يفكر أحد أن أفضل لاعب في العالم يشعر بأي ضغوط لتسديد ركلة جزاء، فقد قيل عنه من قبل: "إن الجليد يسري في عروق هذا الرجل، فباجيو يمتلك أعصابًا فولاذية أمام المرمى، هو ينظر ويقرر وينفذ قبل حتى أن تلحظ ذلك".

ورجع "باجيو" بضع خطوات للخلف، ينظر إلى الحكم منتظرًا إشارته، وقد حدث، فينطلق مسرعًا نحو الكرة، أرادها سريعة قوية أعلى يمين "تافاريل"، حتى لا يتصدى لها، فلا وقت الآن إلى تألق الحراس، ولكن الكرة إلى خارج المرمى تمامًا.

ونظر "باجيو" نظرة متفاجئة محاولًا إدراك ما يحدث، ثم نظرة أخرى إلى الأرض، ثم يفقد السيطرة على دموعه، ما زالت إيطاليا صامتة تمامًا، فلا أحد يصدق ما حدث.

بدأ "باجيو" في التوهج بعالم كرة القدم مع قميص نادي فيورنتينا، بعد أن قضى ثلاثة مواسم مع فيتشينزا، أحرز فيهم 13 هدفًا، وحصد جائزة أفضل لاعب بالدوري الإيطالي للدرجة الثالثة، وهو لم يتعد عامه 18 سنة.

وانتقل "باجيو" إلى فيورنتينا، الفريق الذي أكد أنه أفضل فريق كان مستمتعًا باللعب له، وقضى 5 مواسم معه، أصبح بعدها ملك فلورنسا المتوج، ولم تحظ فلورنسا برجل مثل هذا من قبل، لم تر إيطاليا هذا الكم من المهارة من قبل أحد الطليان من قبل.

ولم يظهر "باجيو" في موسمه الأول بفيورنتينا في الدوري، في الموسم الثاني أصيب في ركبته، استلزمت هذه الإصابة 220 غرزة داخلية لتصحيح الركبة، فقد مهارته خلال تلك الإصابة، الأمر الذي أبعده عن المشاركة في معظم مباريات الموسم، فلم يظهر إلا وهو يحرز هدفًا وحيدًا، كان من ركلة ثابتة أمام نابولي.

وحدث ما يحدث دائمًا للفرق التي تشبه فيورنتينا، العرض الذي لا يمكن رفضه، عرض بـ19 مليون دولار قدم من قبل يوفنتوس مقابل "باجيو" ليصبح أغلى لاعبي العالم في سوق الانتقالات آنذاك.

لعب "باجيو" ليوفنتوس خمسة مواسم، أحرز فيها 78 هدفًا، كان الأفضل في إيطاليا على الإطلاق، إلا أن الموسم الأخير، الذي تلا الإخفاق في كأس العالم، تولى قيادة السيدة العجوز "مارشيلو ليبي"، أكثر مدربي كرة القدم قسوة، وأكثرهم قوة شخصية على الإطلاق.

وعرض إدارة اليوفي على "باجيو" التجديد، ولكن مع تخفيض نصف الراتب، وعرض عليه أن ينضم إلى ريال مدريد، أو مانشستر يونايتد، ولكن هناك رجلاً إيطاليًا خبيرًا بمثل هذه المواقف، "سيلفيو بيرلسكوني" بالطبع، جعله لاعبًا بالميلان.

وعانى "باجيو" من بعض الإصابات، الأمر الذي جعل "كابيللو" مدرب الميلان يشركه في بعض المباريات، ولكنه لم يقتنع أبدًا بأنه يستطيع أن يلعب 90 دقيقة كاملة، ثم تولى بعده "تاباريز"، وأشركه كمهاجم ثانٍ خلف "جورج وايا"، ثم جناح أيسر، ثم خط وسط مدافع.

وخرج "باجيو" من حسابات "تاباريز" تمامًا، وأصبح حبيس مقاعد البدلاء، فاختار الذهاب إلى بولونيا لكي يستطيع أن يلحق بكأس العالم 1998، ذلك بعد أن قضى داخل ميلان ثلاثة مواسم، محرزًا اثني عشر هدفًا فقط، وفي موسم واحد استطاع أن يحرز 22 هدفًا ليلحق بالفرقة المشاركة بكأس العالم 1998.

كانت المباراة الافتتاحية لإيطاليا في كأس العالم ضد منتخب تشيلي، لعب "باجيو" أساسيًا، وأرسل بقدمه تمريرة ساحرة إلى "كريستيان فييري" ليفتتح الأهداف، ثم أرسل عرضية لتصطدم بيد مدافع تشيلي، ويطلق الحكم صافرته معلنًا عن ركلة جزاء في الدقيقة 84، وتصمت مرة أخرى، العالم كله صمت هذه المرة، الجميع يريد لـ"باجيو" أن يحرز تلك الكرة، أن يتخلص من هذا الكابوس العنيد، أن يحرر نفسه من ركلته الضائعة، أحرز الكرة، وكرر نفس الأمر أمام أصحاب الأرض في ربع النهائي، إلا أن فرنسا فازت بركلات الترجيح أيضًا، كم يكره هذا اللاعب ركلات الترجيح.

ولعب بعدها "باجيو" موسمين للإنتر، وأحرز 11 هدفًا، ثم بولونيا أربعة مواسم، وأحرز 45 هدفًا، وكان كل موسم يحلم بالانضمام للمنتخب ليرد الدين لإيطاليا، ولكنه اعتزل قبل أن ينجح في ذلك.

  كلمات مفتاحية

باجيو إيطاليا البرازيل مونديال أمريكا فيورنتينا

بالأرقام.. البرازيليون ملوك الركلات الحرة في تاريخ المستديرة

عملة معدنية وعامل بالمناجم هما سر اختراع الركلات الترجيحية