هل تحول التعاقد بين اللاعب والنادي إلى صك عبودية؟

الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 09:12 ص

طالبت صحيفة "لاغازيت دي سبورت" الإيطالية، بضرورة النظر بالظلم الذي يتعرض له اللاعبون، مستشهدة بأبرز حالات الظلم التي وقعت في السنوات الأخيرة، والتي كان آخرها ما تحدث عنه لاعب منتخب هولندا السابق والحائز على الميدالية البرونزية في كأس العالم 2014 بالبرازيل "جوناثان دي غوزمان"، وعن الطريقة غير الإنسانية التي عاملته بها إدارة نادي نابولي الإيطالي، خلال فترة لعبه معه بين عامي 2014 و2017.

وكان "دي غوزمان" قال لصحيفة "دي فولكس كرانت" الهولندية، إن المدرب الإسباني "رافائيل بينيتيز" أعجب بمستواه عقب مونديال 2014، وتعاقد معه نابولي بناء على توصية منه، وقدم بالفعل مباريات كبيرة رفقة النادي، قبل أن يشعر بآلام في أسفل معدته.

وأضاف بأن طبيب نابولي قال له إن الموضوع لا يشكل أية خطورة، وإن عليه أن يتبع حمية غذائية، وأن يقوم بتمارين رياضية وسيكون كل شيء على ما يرام، مشيرا إلى أن الطبيب رفض أن يلجأ اللاعب الهولندي لطبيب آخر ليقوم بتشخيص حالته، واعتبر أن في هذا الأمر تقليلا من قيمته وشأنه.

وأكمل "دي غوزمان" بأن الطبيب أخبر إدارة النادي بأنه لا يستطيع الجري لأكثر من 6 كيلومترات في المباراة الواحدة، أي أقل من نصف المعدل الوسطي للاعبي خط الوسط، فقررت التخلص منه في سوق الانتقالات.

وأصر "دي غوزمان" على البقاء في نابولي، مؤكدا أن آلام المعدة هي التي تعيقه من تقديم مستواه المعهود، غير أن إدارة النادي لم تعره أذنا صاغية، ورفض رئيس النادي بشكل قاطع مقابلته، وبدوره وجه مدير الفريق "جيونتولي"، إهانات لفظية قاسية إليه ووصفه بالقذر، الأمر الذي أدى إلى عراك بالأيدي بينهما، وعوقب اللاعب على إثره بإجباره على الركض حول الملعب طيلة مدة التدريب، كما منع اللاعبون من التواصل معه، لقد تم عزله تماما.

وفي 2016 أعير إلى نادي كاربي الإيطالي، الذي سمح له بالسفر إلى ألمانيا وإجراء عملية لمعدته، ليتعافى اللاعب بعد العملية ويستعيد مستواه الحقيقي.

بدورها، أكدت "لاغازيت دي سبورت" أن الظلم الذي تعرض له "دي غوزمان" خلال تجربته الإيطالية، عانى ويعاني منه الكثير من اللاعبين اليوم، مشيرة إلى أن ذلك سببه القوانين التي ترعى العلاقة بين اللاعب والنادي، والتي تنحاز بغالبها لمصلحة النادي، والتي باتت أشبه بصك العبودية.

وبالإضافة إلى وجوب الالتزام بمواعيد التدريبات وتعليمات وتوجيهات المدرب داخل الملعب وخارجه، واتباع أنظمة غذائية محددة؛ تضع النوادي ضوابط على اللاعبين فيما يخص السهر والتدخين وشرب الكحول، ويصل الأمر إلى تحكم الأندية بما ينشره اللاعبون على وسائل التواصل الاجتماعي، وبما يتفاعلون معه.

كما أضافت بأن المدرب يستطيع تقديم استقالته من النادي الذي يدربه في اللحظة التي يريدها، أما اللاعب فهو مضطر لإكمال عقده مع النادي حتى وإن لم يرغب في ذلك، ما لم يوافق النادي على رحيله.

واستعرضت الصحيفة الإيطالية بعضا من حالات الظلم التي وقعت في السنوات الأخيرة، مثل قيام المدرب البرتغالي "جوزيه مورينيو" قبل سنتين، بفرض التدرب على لألماني "باستيان شفاينشتايغر" مع فريق الشباب بنادي مانشستر يونايتد لأنه لا مكان له في خططه، وشكل الأمر آنذاك إهانة كبيرة لبطل العالم 2014.

وكذلك فرض نادي تشيلسي في الموسم الماضي، على هداف الفريق، وصاحب الفضل الأكبر في تتويج النادي بالدوري الإنجليزي في 2016، الإسباني "دييغو كوستا"، بالتدرب مع فريق الشباب، بسبب خلافات بين اللاعب والمدرب الإيطالي "أنطونيو كونتي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دي غوزمان نابولي بينيتيز كوستا