الغنوشي: انتخابات بدون النهضة الهدف من مسرحية التنظيم السري

الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 08:12 ص

"اتهموا حزبنا بأننا تنظيم سري، فكانت إجابتنا أن اعترفوا به، واتركوه يناضل من أجل وطنه في إطار الديمقراطية وسلطة القانون، لكن كان جوابهم الاعتقالات وضرب الحركة واستمروا في حرب شاملة لم تنته إلا باندلاع الثورة".

بهذه الكلمات رد رئيس حركة "النهضة" التونسية، "راشد الغنوشي"، على الحملة التي تستهدف حزبه قبيل الانتخابات العامة المقررة في 2019، مذكرا إياهم بتكرار الاتهامات الجاهزة ذاتها، التي كان يلاحق بها النظام السابق معارضيه، وعلى رأسهم حركة "النهضة".

وفي بيان نشرته صفحته الرسمية على "فيسبوك"، استنكر "الغنوشي" أن "نفس الجهات التي شنت علينا تلك الحملات لا تزال هي وأنصارها يواصلون ذات الاستراتيجية"، معتبرا ذلك "دليل لرفضهم المنافسة السياسية مع الحركة وعدم قدرتهم على ذلك، وعذرهم في ذلكَ بأنها تنظيم سري دون حجز أسلحة أو متفجرات".

واعتبر "الغنوشي" أن "ادعاء وجود غرف سوداء، ومحاولة ربطها بالاغتيالات وتلويث المناخات العامة في البلاد، والاتجاه بها نحو التأزيم، ومنع السير في طريق استكمال المسار الديمقراطي الانتخابي، الهدف من كل هذه المسرحية الوصول إلى انتخابات دون النهضة أو بنهضة منهكة، أو ربّما منع الوصول إليها أصلا".

وشدد على تمسكه وحزبه بالحوار وإدارة الاختلاف، وذكّر بأنّ البلد وتجربته يحتاجان لكل التونسيين دون استثناء، بما في ذلك أولئك الذين يطالب بعضهم بإقصاء "النهضة" من المشهد.

وبلغت الحملة الأخيرة ضد "الغنوشي" وحركة "النهضة" ذروتها بعدما صرح الرئيس التونسي "الباجي قائد السبسي" أنه مقتنع بوجود جهاز سري في صلب الحركة بناءً على اطلاعه على أوراق هيئة الدفاع في قضية اغتيال القياديين اليساريين "شكري بلعيد" و"محمد البراهمي".

ولم يتوقف هجوم "السبسي" على "النهضة" عند ذلك الحد؛ حيث أعلن رفضه بشكل قاطع ما اعتبره "تهديد الحركة لشخصه"، بعد بيان كانت أصدرته ونددت خلاله بالزج بمؤسسة الرئاسة في معارك و تجاذبات سياسية.

وفي بيانه المنشور عبر "فيسبوك"، توجّه رئيس حركة النهضة بشكل مباشر إلى التونسيين، قائلا: "النهضة لا تحمل رسالة تهديد لأحد، لكن إذا كانت النهضة في المقدمة، وأثبتت ذلك في رهانات متعددة، فلا يمكن لعاقل أن ينخرط في مسار لضربها أو تحويلها إلى فزاعة ويتهمها بما ليس فيها".

وأضاف: "النهضة متماسكة وقوية وكلما كانت حملات التشويه في تزايد وتصاعد كلما كانت النهضة أقوى بوحدتها وقدرتها على الفعل".

واعتبر "الغنوشي"، كذلك، أن إثارة مسألة المساواة في الإرث في هذا التوقيت لها ارتباط بالاستحقاقات الانتخابية المرتقبة، قائلاً: "الميراث ليس موضوعا شعبيّا ولم يندرج في أي برنامج لأي حزب من الاحزاب، وهو يُعتمد الآن كجزء من الحملات الانتخابية لتقسيم المجتمع وضرب وحدته، بين منتصر للنساء وعدو للنساء، بين منتصر للحداثة وعدو للحداثة، بين منتصر للدين وعدو للدين، وبين منتصر للمدنية وعدو للمدنية".

  كلمات مفتاحية

تونس الغنوشي النهضة تنظيم سري

وساطة حزبية تونسية لرأب الصدع بين السبسي والغنوشي