قال الرئيس "رجب طيب أردوغان" إنه "من الوارد" إجراء رئيس جهاز الاستخبارات التركي "هاكان فيدان" زيارة إلى الكونغرس الأمريكي، والاجتماع بأعضائه، على خلفية قضية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

جاء حديث "أردوغان" ردا على تقارير إعلامية أفادت بأن "فيدان" أحاط أعضاء بالكونغرس، الخميس، بـ"معلومات إضافية" حول جريمة اغتيال "خاشقجي".

ونقلت وكالة "الأناضول" عن "أردوغان"، قوله عقب أدائه صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول: "عقب رحلتنا إلى أمريكا اللاتينية، الأسبوع الماضي، انطلق رئيس جهاز استخباراتنا إلى كندا، وربما يكون قد حدث تطور من هذا القبيل (زيارة الكونغرس)؛ لأننا نرغب أيضا في إطلاعهم على ما لدينا من معلومات، ولكنني لست على علم فيما إذا حدثت إحاطة (الكونغرس) أم لا".

والخميس، قالت صحيفة "خبر ترك" التركية إن إحاطة "فيدان" لأعضاء من الكونغرس الأمريكي جاءت بشكل "سري"، دون أن تكشف ما إذا كانت زيارته لواشنطن بدعوة من الجانب الأمريكي أم بمبادرة شخصية منه.

وأشارت إلى أن الزيارة قد تثير ردة فعل من البيت الأبيض في ظل التوتر مع مجلس الشيوخ الأمريكي حول الموقف من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" المتهم بإعطاء أمر اغتيال "خاشقجي".

وتصاعدت حدة التوتر بين البيت الأبيض ومجلش الشيوخ، منذ تقديم مديرة الاستخبارات الأمريكية "جينا هاسبل" إفادتها، الثلاثاء، أمام اجتماع مغلق لمجلس الشيوخ بشأن قضية "خاشقجي"، حضره قيادات بالحزبين الجمهوري والديمقراطي، ليخرج بعدها مسؤولون وأعضاء بالمجلس ليشنوا هجوما كاسحا ضد "بن سلمان"، معربين عن تأكدهم من مسؤوليته المباشرة عن اغتيال "خاشقجي"، ومطالبين حكومتهم بموقف حقيقي وواضح ضده.

وخلص تقرير "CIA" إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من ولي العهد السعودي"، حسبما كشفت تسريبات من التقرير نقلتها وكالات أنباء عالمية وصحف غربية.

لكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكا راسخا" للسعودية على الرغم من قوله إن "بن سلمان ربما كان لديه علم بخطة قتل خاشقجي وربما لا".

واغتيل "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية، قبل تقطيع جثته، والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها المملكة، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عمن أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.