أن تكون فلسطينيا أو عربيا أو مسلما فقد تجد عشرات الروابط التي تدفعك للتظاهر ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ودعما للقضية الفلسطينية. 

لكن أن تتظاهر منفردا أكثر من 500 مرة على مدار 4 سنوات ونصف، صيفا وشتاءً، لا تتأخر عن موعدك ولا تتراجع أو تمل، رغم أنه لا تربطك أي صلة بالشعب الفلسطيني، فهذا يشير إلى اسم واحد فقط.. إنه الناشط الهولندي "سيمون فروفي".

فأيا كانت الأحوال الجوية والأوضاع السياسية، يحرص "فروفي" على تنظيم تظاهرة واحدة بمفرده كل أسبوعين، في أيام الآحاد، في ساحة "دام" التي يقصدها السياح بكثافة في مركز أمستردام، لتسليط الضوء على الظلم الذي تمارسه (إسرائيل) في فلسطين.

الناشط الهولندي قال إنه نظم حتى اليوم أكثر من 500 تظاهرة في أمستردام، ويعمل على توزيع منشورات عن الاحتلال، وتطالب بمقاطعة إسرائيل، حسبما نقلت عنه وكالة "الأناضول"، الجمعة.

وأكد "فورفي" أنه لا يتوقف عن التظاهر رغم ردود وهجمات مؤيدي (إسرائيل)؛ من أجل تسليط الضوء على الأحداث بفلسطين، وانتقاد الموقف السياسي للحكومة الهولندية في هذا الإطار.

وأشار إلى أن الحكومة الهولندية تتهم المنظمات المؤيدة والداعمة لفلسطين بـ"معاداة السامية".

وأكد أن ما يقوم به لا علاقة له بـ"معاداة السامية"، وإنما هو تعبير عن حب واحترام تجاه الفلسطينيين.

وتابع: "الظلم الذي تشهده فلسطين سيئ ومؤسف للغاية، وما يحصل في غزة بشكل خاص هو عبارة عن وحشية، وعلينا أن نفعل شيئا حيال هذا الوضع".

ويبدو أن اختلافات الطقس واتهامات مؤيدي (إسرائيل) والتظاهر منفردا لم تكن العقبات الوحيدة التي تحملها "فروفي" على مدار 4 سنوات ونصف العام؛ حيث لفت إلى تعرضه لهجمات متكررة من أشخاص يؤيدون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم جندي إسرائيلي سابق يتعرض له دائما منذ أكثر من عامين.

وأردف: "هذا تصرف بشع جدا، وقد تعرضت للتوقيف 15 مرة بسببه. وذات مرة قضت المحكمة بأن يدفع لي تعويضا بعد أن مزق معطفي".