لهذا السبب.. الصين قلقة من الأزمة الخليجية

الجمعة 7 ديسمبر 2018 08:12 ص

أبدى دبلوماسيون وباحثون صينيون قلقهم الشديد من استمرار الأزمة الخليجية، وتأثير ذلك على مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين عام 2013، لإحياء طرق التجارة القديمة بين قارّات العالم القديمة الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وأكد المشاركون في الندوة، التي عقدها مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الجمعة، بمناسبة مرور 30 عاما من العلاقات القطرية الصينية أهمية استمرار دور مجلس التعاون الخليجي، والسعي لحل الأزمة لمواجهة الأخطار الخارجية التي تحيط بالمنطقة، وخاصة أن المجلس كان "المنظمة الإقليمية الوحيدة القوية بعد تضاؤل دور الجامعة العربية، والوهن الذي يعتريها الآن".

وتساءل رئيس لجنة الخبراء بالمركز "زو ويلي"عن مصير التوقيع على "اتفاقية الحزام والطريق" في ظل استمرار الأزمة الخليجية، قائلاً: "هل تقوم الصين بالتوقيع على الاتفاقية بشكل جماعي، أو التوقيع مع كل دولة منفردة؟".

ودعا الدول الخليجية إلى "سرعة الجلوس إلى طاولة الحوار لحل الأزمة"، وفق موقع "العربي الجديد".

بدوره، أكد السفير فوق العادة والمفوض السابق لجمهورية الصين الشعبية لدى دولة قطر "جاو يوتشن"، خلال الندوة التي عقدت بمدينة شنغهاي الصينية، موقف بلاده الداعي للحوار لحل الأزمة الخليجية، وعودة الأوضاع في منطقة الخليج إلى الاستقرار "في أسرع وقت ممكن".

واعتبر المشاركون في الندوة أن القمة الخليجية المرتقبة، الأحد، "فرصة لتسوية هذه الأزمة التي تسيء إلى أطرافها كافة، وتضر بمصالح جميع الدول العربية"، وشددوا على وجوب "الجلوس إلى طاولة الحوار دون الالتفات للتدخلات الخارجية التي تضر بمصالح المنطقة".

وأشاروا إلى أن تنظيم قطر لبطولة كأس العالم 2022 "فرصة ذهبية لحل الأزمة الخليجية والمشاركة في تنظيم هذا العرس الكروي، وإخراجه بصورة رائعة، والاستفادة من الزخم الإعلامي والحراك الرياضي الكبير الذي سيشهده العالم خلال هذه البطولة، وخاصة أن هذا المونديال يعكس صورة العالم العربي ككل"، محذرين من أن الجانب المقاطع لهذا الحدث "سيكون هو الخاسر الأكبر".

ودعا الجانب الصيني جميع القادة العرب إلى "المشاركة في المنتدى الرفيع المستوى لرؤساء دول الحزام والطريق الذي ستعقده الصين في إبريل/ نيسان 2019، وعدم غيابهم كما حدث في الاجتماع السابق العام الماضي".

وأوضح المشاركون أن الصين "شريك رئيسي للمنطقة العربية والخليجية، ولا سيما دولة قطر، من خلال الاستثمار ودعم الصناعات المختلفة، والمساعدة في تلبية حاجات الشعب القطري في مجالات البنية الأساسية والصناعات الغذائية التكنولوجية والثقافة والتعليم"، لافتين إلى أن الإمكانات القطرية كبيرة، وبنيتها الأساسية تسمح بتنفيذ مناطق صناعية وعلمية كبيرة.

وفي هذا السياق أعلن المجتمعون عن توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة شنغهاي للدراسات الدولية وجامعة قطر الأسبوع الجاري.

يذكر أن مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية تم افتتاحه في إبريل/ نيسان عام 2017، بهدف تعزيز تبادل الخبرات والصداقة والتعاون الاقتصادي والتجاري، بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية.

وأطلقت الصين عام 2013 مبادرة "البناء المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير"، المعروفة باسم "حزام واحد وطريق واحد"، لإحياء طرق التجارة القديمة بين قارّات العالم القديمة الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا.

ويقوم المشروع على فكرة الممرات الاقتصادية المفتوحة، وعددها وفقا للخطة الصينية ستة ممرات تربط العالم بالصين، من خلال تشييد شبكات من الطرق وسكك الحديد، وأنابيب النفط والغاز والموانئ، وخطوط الطاقة الكهربائية والإنترنت.  

وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، فإن هدف الصين من المشروع الضخم تسهيل التجارة مع 65 بلدا تمثل 60% من سكان العالم.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر الصين الأزمة الخليجية الحزام والطريق