صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، الإثنين، بأن سلطنة عمان قررت السماح للطائرات الإسرائيلية بعبور أجوائها خلال رحلاتها المقررة من وإلى الهند.

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن "نتنياهو" قوله خلال لقاء مع سفراء (إسرائيل) في دول آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية أن "سلطان عمان وافق على السماح لطائرات شركة (إل عال) التجارية بالسفر في الأجواء العمانية، لكن ما زال يتعين الحصول على موافقة من المملكة العربية السعودية لكي يكون بإمكان الشركة، تقصير رحلاتها إلى الهند وجنوب شرق آسيا".

وخلال مؤتمر "سفراء إسرائيل" الذي عقد في مقر وزارة الخارجية بتل أبيب، الإثنين، أشار "نتنياهو" إلى أن موافقة سلطات عمان السماح للطائرات الإسرائيلية عبور أجوائها "سيبقى دون قيمة إذا لم توافق السلطات السعودية على ذلك أيضا".

وقال: "خارطة العلاقات الدبلوماسية لدينا تشهد تغييرات هائلة بسبب تميزنا في المجال الاستخباراتي الذي تزوده بلادنا، نحن نمنع استهداف الطائرات، منعنا هجمات انتحارية كبيرة، ولا أحد لديه استخبارات كالتي لدينا"، مضيفا: "المزيج بين القدرات الاستخباراتية والقدرات التكنولوجية التي نملكها، سمح لنا بتغيير خارطة العلاقات الدبلوماسية التي تتوسع يوما بعد يوم".

ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن شركة الخطوط الجوية الهندية "إير آنديانا" تسير رحلات يومية من وإلى تل أبيب عبر الأجواء السعودية، وهو ما لم يسمح به حتى الآن لشركة "إل عال" الإسرائيلية.

وتابع "نتنياهو" قائلا: "إسرائيل تستطيع اليوم تسيير الطائرات المدنية الإسرائيلية عبر الأجواء المصرية، وتشاد، وربما السودان"، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تفعيل خط طيران مباشر بين (إسرائيل) والبرازيل، وتقليص مدة السفر بينهما، على حد تقديره.

ونوه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التغيير الذي يطرأ على علاقات تل أبيب بالدول العربية والأوروبية، مدعيا قيام (إسرائيل) بحماية أوروبا من خطرين؛ أولهما "العمليات الإرهابية التي تحبطها إسرائيل"، وثانيهما "انهيار غربي الشرق الأوسط الذي تحول إسرائيل دون حدوثه من خلال تصديها لإيران"، على حد قوله.

وتابع: "نرى وحدة مصالح مع العالم العربي، وهذا يفتح فرصا جديدة، الزعماء العرب الذين ألقاهم يقولون لي إنه حان الوقت لأن يخرج واحد بالمئة منا عن الطاعة، نريد أن ننعم بثمار التقدم وأن لا نرهن التطبيع مع دولة إسرائيل لنزوات الفلسطينيين".

ولم يصدر تعليق فوري من السلطات العمانية على ما ذكره "نتنياهو" الذي أشار إلى أن السلطان "قابوس بن سعيد" قد أبلغه بتلك الموافقة خلال لقائهما الأخير في العاصمة مسقط، في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وعلقت القناة العاشرة الإسرائيلية على تصريحات "نتنياهو"، قائلة إن "قرار سلطنة عمان جيد، ولكن حاليا لا معنى له على الإطلاق، لأنه للمرور في أجواء سلطنة عمان فإنه ينبغي المرور أولا في أجواء السعودية وهذا الأمر غير الممكن حاليا".

وتضطر شركة "إل عال" الإسرائيلية إلى المرور في مسارات طويلة من أجل الوصول إلى الهند وجنوب شرق آسيا، ما يفقدها إمكانية التنافس مع شركات أخرى.

وفي مارس/آذار الماضي، هبطت طائرة تجارية تابعة للخطوط الهندية في مطار "بن غوريون" بمدينة تل أبيب، لتكون أول طائرة هندية تجارية تصل إلى (إسرائيل) بعد عبورها الأجواء السعودية، وهو ما وصفه "نتنياهو" آنذاك بالحدث التاريخي، فيما اعتبره وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس"، موقفا إيجابيا من المملكة يمهد لموافقة قريبة للسماح لطائرات "إل عال" كذلك بالعبور.