ذي أتلانتك: العالم العربي حقل ألغام للباحثين

الاثنين 10 ديسمبر 2018 08:12 ص

سلط خبير الشرق الأوسط الباحث في مركز التحرير للدراسات الاستراتيجية في العاصمة واشنطن "حسن حسن" الضوء على المعاناة التي يلقاها الباحثون في الدول العربية.

وفي مقال له تحت عنوان "الدول العربية حقل ألغام للباحثين"، استشهد "حسن"، بما جرى للأكاديمي البريطاني "ماثيو هيدجيز" في الإمارات، حيث وجهت له السلطات هناك تهم والتجسس وصدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة، قبل أن يطلق سراحه بعفو رئاسي.

وقال "حسن" إنه عاش في الإمارات 7 أعوام، وقد التقي "هيدجز" عدة مرات في عام 2014.

وأضاف الخبير بالشرق الأوسط، أن "هيدجز" لم يكن جاسوسا، كما ادعت الإمارات، لكن مشكلته كانت تكمن في انفتاحه حول موضوع بحثه، الذي كان يعمل عليه، وهو طريقة عمل الجهاز الأمني في الإمارات.

وأشار الكاتب إلى أن قوات الأمن الإماراتية زاد دورها بشكل كبير، خاصة بعد انتفاضات الربيع العربي، ويتجنب الإماراتيون الحديث عنها، موضحا أن المخابرات لعبت دورا مهما في حملات التطهير ضد الإسلاميين والناشطين السياسيين وترحيل الأكاديميين والمهنيين من الإمارات.

وذكر "حسن" أن الإماراتيين تحدثوا معه أثناء إقامته في الإمارات عن اليد القوية لأجهزة الأمن، حيث لم يكن باستطاعتهم الحصول على وظائف في الحكومة، لأن أقاربهم لهم صلات مع الإسلاميين.

وتابع: كانوا دائما يناقشون مشاكلهم من خلال لغة عامة وإيماءات أحيانا بدلا من الكلام وفي أماكن آمنة مع أصدقائهم الذين يثقون بهم.

ولفت الكاتب أن الإماراتيين يخشون من الأمن الذي لا يمكن الاستئناف على قراراتها حتى من قبل حكام البلد، وليس من الغريب أن يثير طالب الدكتوراه استغرابا عند سؤاله عن البنية الأمنية للبلد.

وأكد "حسن"، أن ما حصل لـ"هيدجيز" حصل معه عام 2010، عندما كان يعمل في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية.

وأشار إلى أنه بعد اندلاع بركان في أيسلندا أدى إلى تغليفها وأوروبا بالغبار وعرقل حركة الطيران الذي يعد الأسوأ منذ هجمات 9/11، لافتا إلى أنه طلب منه أن يغطي تعطل حركة الطيران.

ومضى، قائلا إنه ذهب إلى مطار أبوظبي لكي يغطي القصة، وعندما بدأ بسؤال القادمين تقدم منه رجل بلباس أمني وسأله عن سبب حديثه مع القادمين، ثم جاء ثان وثالث، وطلب منه أحدهم أن لا "يعقد" الوضع.

وأردف الكاتب أنه أكد طوال وقت استجوابه على أنه صحفي وعندما اقترح أن معاملة الصحفيين بطريقة سيئة ستؤثر على سمعة الإمارات، وبخه أحد رجال الأمن قائلا: "لا تذكر سمعة الإمارات"، وبعد مناقشات وفحص المعلومات أخلوا سبيله.

وقال الكاتب إن الأكاديميين والصحفيين عادة ما يسيرون فوق حقل ألغام عندما يقومون بأبحاث ميدانية في العالم العربي، ولتجنب المشاكل يجب معرفة أن هذه الدول ليست متسامحة كما تبدو للعيان.

وتابع إن الإمارات ترحب بالأجانب والاستثمار الأجنبي لكن لا يعني أنها مفتوحة، فهناك خطوط حمراء غير مكتوبة لا يمكن تجاوزها، فقوات الأمن والبدون هي خطوط حمر، ولا يتم التسامح مع نقد السعودية ومصر حتى نقد "دونالد ترامب".

وذكر الكاتب أنه على الأكاديميين والباحثين الراغبين بدراسة العالم العربي يجب أن يعرفوا أنفسهم بالجو والثقافة، وعليهم أن يحاولوا الدخول عبر القنوات الرسمية للحصول على الرواية الرسمية التي يمكن استخدامها.

وختم الكاتب قائلا: "لو أرادوا  القصة الحقيقية فيجب عليهم تكريس سنوات من حياتهم وبناء علاقات شخصية وتوقع حدوث مخاطر، فهيدجيز ليس الأول الذي اتهم ولن يكون الأخير".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الإمارات اعتقال سجن ماثيو هيدجيز ذا اتلانتك المخابرات الإماراتية