اختارت مجلة "تايم" الأمريكية، الثلاثاء، الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، الذي قتل في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، كشخصية العام 2018، إلى جانب عدة صحفيين آخرين.
وإضافة الى "جمال خاشقجي"، اختارت المجلة العريقة تكريم الصحفية الفليبينية "ماريا ريسا"، والصحفيين البورميين من وكالة "رويترز"، "وا لون" و"كياو سوي او"، اللذين يقبعان حاليا في السجن، وكذلك رئاسة تحرير الصحيفة المحلية الأمريكية "كابيتال غازيت" التي قتل خمسة من أعضائها خلال الهجوم الذي وقع في 28 يونيو/حزيران الماضي، في مدينة أنابوليس بولاية ميريلاند.
وهذه هي المرة الأولى التي يصبح فيها صحفي أو عدة صحفيين شخصية العام بالنسبة للمجلة التي تمنح هذا اللقب منذ العام 1927.
والسابقة الأخرى هي أنها المرة الأولى التي تختار فيها المجلة شخصا متوفى كشخصية للعام.
كانت "تايم" أعلنت دخول "خاشقجي" القائمة النهائية للمرشحين للفوز بلقب "شخصية العام 2018"، والتي ضمت 9 مرشحين آخرين، أبرزهم الرئيسان الأمريكي "دونالد ترامب"، والروسي "فلاديمير بوتين". بينما خرجت من القائمة عدة شخصيات بينها ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" المتهم بإعطاء أمر قتل خاشقجي.
وتعد تلك المرة الثانية على التوالي التي تختار فيها المجلة مجموعة أشخاص وليس شخصية واحدة.
ففي العام 2017، اختارت كشخصية للعام الأشخاص الذين "كسروا جدار الصمت" في مواجهة التحرش الجنسي؛ ما أثار سلسلة اتهامات ضد رجال نافذين في العالم.
وفي تصنيف العام الحالي، حل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في المرتبة الثانية لشخصية العام، بينما جاء في المرتبة الثالثة المدعي الخاص "روبرت مولر" المكلف بالتحقيق في التواصل بين حملة فريق "ترامب" الرئاسية وروسيا.
كان إعلام سعودي احتفى بدخول ولي العهد "محمد بن سلمان" ضمن قائمة المرشحين لشخصية العام في المجلة، وتقدمه في الترشيحات لفترة، لكن "خاشقجي" حاز على رهانات وترشيحات أكبر في النهاية، بالتزامن مع استمرار تضخم قضيته، وتحولها إلى قضية دولية بامتياز.
وأثارت جريمة قتل "خاشقجي" في قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غضبا عالميا ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان الجثة، ومن أمر بقتله.
وبعدما قدمت تفسيرات متضاربة، أعلنت الرياض أنه تم تقطيع جثة "خاشقجي"، إثر فشل "مفاوضات لإقناعه" بالعودة إلى المملكة.
وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي.آي.إيه"، مؤخرًا، أنها توصلت إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من محمد بن سلمان".
لكن "ترامب"، المرتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكًا راسخًا" للسعودية.
