مجلة أمريكية: وقت اللعب انتهى لكوشنر وأصدقائه الجدد بالسعودية

الثلاثاء 11 ديسمبر 2018 05:12 ص

اعتبرت الكاتبة "بيس ليفين" في مقال لها بمجلة "فانيتي فير" أن استعداد الكونغرس الأمريكي لإنزال المطرقة على "غاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ومستشاره المقرب، وتدقيق علاقاته بالسعوديين، يعني أن وقت اللعب قد انتهى.

وأضافت "ليفين"، في المقال الذي حمل عنوان "وقت اللعب انتهى لكوشنر وأصدقائه الجدد في السعودية"، أنه منذ دخول الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأل ولم يخرج منها، التزمت إدارة "ترامب" بأن لا شيء سيكسر علاقتها مع السعودية وحاكمها الفعلي "محمد بن سلمان".

وتابعت: "ربما كان الموقف هذا صحيحا عندما أكد السعوديون أن خاشقجي دخل وخرج من القنصلية، وأنهم لا يعرفون مكانه، لكن القصة تغيرت بشكل سريع، وقبل حتى أن يستطيع ترامب القول (لقد تحدثت معهم ونفوا كل شيء. انتهى الأمر)".

وأردفت: "وبعد النفي، قال السعوديون إنه قتل على يد جماعة مارقة لم تلتزم بتعاليم إحضاره إلى السعودية، وهم على وشك أن يقولوا: (اللعنة لقد قتلناه وكان الأمر مدبرا وقطعناه بمنشار عظام)".

وحسب "ليفين"، فمنذ ذلك الحين، أصبح الأمر واضحا للمشرعين الذين تحدثت إليهم "جينا هاسبل"، مديرة الاستخبارات المركزية بأن ولي العهد كان يعرف بالعملية.

وقال السيناتور "بوب كوركر" إنه "لا مجال للشك في أن الأمير أشرف على العملية وظل يتابعها طوال الوقت"، مضيفا أمام الصحفيين أن هيئة محلفين لو قررت التعامل مع القضية فتستطيع إدانته في نصف ساعة.

 وألقت الكاتبة على التسريبات التي كشفتها شبكة "سي إن إن"، الأحد الماضي، عن اللحظات الأخيرة لـ"خاشقجي"، حيث كان يقول "لا أستطيع التنفس"، وسمعت أصوات تقطيع جسده، وثلاث مكالمات هاتفية للسعودية؛ حيث أخبر أحد القتلة المسؤولين الكبار هناك عن سير العملية أولا بأول.

وقالت: "كان من المفترض أن يخرج ترامب بعد كل هذا ويقول: (لقد نفذ صبري)، لكنه واصل دعم الأمير".

وأشارت "لفين" أيضا إلى تحقيق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت فيه عن المراسلات المتواصلة بين "كوشنر" وولي العهد السعودي، والنصائح التي قدمها الأول للثاني حول كيف يعبر العاصفة التي أعقبت مقتل الصحفي السعودي.

وأوضحت أن جهودا مكثفة بذلها "بن سلمان" ومستشاريه الذين لجأوا إلى "كوشنر" للحصول على دعم الولايات المتحدة لسياسات الأمير المتشددة في المنطقة، ولتعزيز جهوده في توطيد سلطته ضد منافسيه في المملكة.

وركز الأمير على زوج "إيفانكا ترامب" كنقطة محورية في محاولات التودد التي قام بها مع الإدارة الجديدة.

ولم يصدق السعوديون أنفسهم كيف استطاعوا الوصول إلى الرئيس عبر شخص أحمق ويمكن التلاعب به مثل "كوشنر"، على حد قول الكاتبة.

وقالت "نيويورك تايمز" إن كبار مساعدي "بن سلمان" تواصلوا مع "كوشنر" في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أثناء زيارة لنيويورك، ولاحظ المساعدون جهل "كوشنر" بكل ما يتعلق بالسعودية، وكان واضحا عدم معرفته بتاريخ السعودية، لكنه طلب المساعدة في مجال الإرهاب.

وبعد عرض لشرائح مصورة عن دور السعودية في مكافحة الإرهاب، عبر "كوشنر" عن رضاه بما تقوم به المملكة.

ومع تنصيب "ترامب" رئيسا، كان "كوشنر" مقتنعا بالدور الذي يمكن أن يلعبه ولي العهد السعودي في تطوير ودعم خطة التسوية التي وعد بها "ترامب" في الشرق الأوسط، وكلف "كوشنر" لمتابعتها.

وفي مارس/آذار 2017، بدأ المسؤولون البارزون في البنتاغون يقلقون من الاتصالات بين "كوشنر" و"بن سلمان".

وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: "كانت هناك مخاطر من قيام السعوديين بالتلاعب به"، لكنهم كانوا متأخرين، فقد كان "كوشنر" يتطلع للقاء صديقه، وحانت الفرصة عندما تغيبت المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" عن لقاء مع الرئيس "ترامب"، فانتهز "كوشنر" الفرصة ورتب غداء لـ"بن سلمان" مع الرئيس بدلا من ذلك.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين حالة الدهشة التي أصابت المسؤولين في البيت الأبيض عندما أخبرهم "كوشنر" إنه تحادث مع "محمد بن سلمان" عدة مرات.

وعندما حاول مدير طاقم البيت الأبيض "جون كيلي" الذي سيغادر منصبه نهاية العام تنفيذ الإجراءات التي تطلب من قادة مجلس الأمن القومي حضور كل المكالمات مع الزعماء الأجانب، غضب "كوشنر" وخرج من الغرفة وقام بالتواصل مع صديقه الذي ظل وفيا له، عبر "فيستايم".

وظل "كوشنر" يتصل بطريقة غير رسمية مع "بن سلمان" وعرض عليه النصائح حول كيفية تجاوز عاصفة "خاشقجي"، وحثه على حل نزاعاته في المنطقة وتجنب إحراجات جديدة، وظل يدفع داخل البيت الأبيض ويناقش بضرورة دعم "بن سلمان" وأهميته لخطة التسوية في الشرق الأوسط.

لكن في الوقت نفسه لم تنفذ السعودية وعودها الاستثمارية في البنية التحتية وصفقات السلاح؛ فبعد تعهد السعوديين بـ100 مليار دولار، أعلنوا عن 20 مليار دولار فقط كاستثمارات في البنية التحتية الأمريكية، وكانت معظم تلك الصفقات مجرد خطابات نوايا.

ولم يكن مركز مكافحة الإرهاب الذي افتتحه "ترامب" بالرياض فعالا، فيما لم يعرف ابن نيوجرسي العبقري (كوشنر) أنه استُغل بطريقة سيئة.

وليست هذه نهاية الأخبار السيئة، بحسب الكاتبة؛ حيث يخطط النائب الديمقراطي "إليوت إنغيل"، الذي سيترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، لفتح ملف علاقات الولايات المتحدة مع السعودية، وقد يشمل ذلك علاقات "كوشنر" مع "بن سلمان".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية كوشنر الكونغرس محمد بن سلمان خاشقجي