نورم كولمان.. وكيل ضغط توظفه السعودية يتحكم بتمويل الحزب الجمهوري

الخميس 13 ديسمبر 2018 10:12 ص

في الشهر الماضي، عرقل الأعضاء الجمهوريون في مجلس النواب التصويت على التشريع الذي قدمه النائب الجمهوري "رو خانا" لإنهاء الدور الأمريكي في دعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

ومن خلال القيام بذلك، قام أعضاء مجلس النواب الجمهوريون بحماية السعودية من معاناة عواقب القلق العام المتزايد بشأن الدعم الأمريكي غير المشروط للأفعال السعودية، ومنها الحرب في اليمن التي تهدد نصف السكان بالمجاعة والواقعة المفجعة لقتل الكاتب الصحفي في "واشنطن بوست" "جمال خاشقجي".

التحكم بأموال الحملات

ويمكن تفسير قرار الجمهوريين في مجلس النواب بالدفاع عن آل سعود، جزئيا، بحقيقة أن أحد أعضاء جماعة الضغط العالميين لصالح السعودية منذ فترة طويلة يجلس في وضع يسمح له بالتحكم في جزء كبير من الإنفاق المتعلق بالحملات في الحزب.

يقوم عضو مجلس الشيوخ السابق في ولاية مينيسوتا "نورم كولمان" بممارسة الضغط من أجل السعودية بعقد قيمته 125 ألف دولار شهرياً مع شركة "هوغان لوفيلز"، حيث يتم إدراج كولمان "كمستشار أول".

كما يعمل "كولمان" كرئيس مجلس إدارة صندوق تمويل قيادة الكونغرس، وهي مؤسسة سياسية تجمع الأموال لصالح الحملات، وهي مرتبطة بشكل وثيق برئيس مجلس النواب المتقاعد "بول ريان".

وأنفق الصندوق أكثر من 158 مليون دولار في سباقات الجمهوريين خلال حملات الانتخابات النصفية 2018، ما يجعل الصندوق أكبر مصدر منفرد للنفقات المستقلة في الدورة الانتخابية، وقد اشترى صندوق التمويل الإعلانات، وأرسل رسائل البريد، وبطريقة أخرى، فإنه كرس جهوده لانتخاب وإٍسقاط مرشحين يعينهم.

وعلى الرغم من أن دور كولمان "كرئيس مجلس الإدارة الفخري" للصندوق قد يبدو على غير صلة بالأمر، لكنه لعب دورًا محوريًا في تحقيق أكبر مساهمة لصندوق تمويل الحملات في دورة 2018، وهو مبلغ 30 مليون دولار من الملياردير اليهودي "شيلدون أديلسون".

وذكرت مجلة "بوليتيكو" في مايو/أيار أنه "تم الحصول على التبرع الذي طال انتظاره الأسبوع الماضي، عندما ذهب رئيس مجلس النواب بول رايان إلى لاس فيجاس للقاء الملياردير في فندقه".

وباعتباره مسؤولًا منتخبًا فيدراليًا، لا يُسمح لـ"رايان" بالتماس تبرعات سياسية من 7 أرقام، ولكن عندما غادر "ريان" الغرفة، قام "كولمان" بطلب المساهمة بمبلغ 30 مليون دولار، كما ساهم "أديلسون"، إلى جانب زوجته "ميريام أدلسون"، بمبلغ 20 مليون دولار أخرى في سبتمبر/أيلول.

ضغط لصالح السعودية

ويرأس "كولمان" مؤسسة نظيرة لـ"صندوق تمويل قيادة الكونغرس"، وهي "شبكة العمل الأمريكية"، لكنها مخصصة لـ"الأموال المظلمة"، أي إنها لا تكشف عن هوية المتبرعين، وقد ضخت شبكة العمل الأمريكية أكثر من 21 مليون دولار في خزائن صندوق قيادي الكونغرس خلال دورة الانتخابات لعام 2018، وهي قفزة هائلة من مبلغ 762،000 دولار أمريكي الذي تم إرساله إلى الصندوق خلال الحملات الانتخابية لعام 2016.

بعبارة أخرى، فإن "نورم كولمان" يتربع على قمة بعض أكبر مصادر إنفاق الحزب الجمهوري على الحملات، ولا يخجل "كولمان" من قول ما يتوقعه أصحاب العمل السعوديون منه.

وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني، تم نشر فيديو تحدث فيه "كولمان" صراحة عن عمله لصالح السعودية.

وحاول "كولمان"، مثل الرئيس "دونالد ترامب"، تجاهل المخاوف بشأن مقتل "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول، وتجاهل دور المملكة في الحرب المدمرة في اليمن وفي تصدير التطرف السني، وأكد بدلاً من ذلك أن "العلاقة بين الولايات المتحدة والسعوديين مهمة لكبح التهديد الإيراني في المنطقة".

وفي صراحة مطلقة، اعترف "كولمان" بأن السعوديين لا يسعون للحصول على مشورة أو توجيهات منه، بل يدفعون له بدلاً من ذلك لنفوذه على أعضاء الكونغرس.

فقد سأل مراسل محطة "WCCO" التي نشرت الفيديو "كولمان" مستفسراً: "هل دورك هو تقديم النصح للعائلة المالكة أم أن دورك هو بشكل أكبر الحفاظ على العلاقات (السعودية الأمريكية)؟".

فرد "كولمان: "أعمل على جانب الكونغرس، أعمل على جانب الولايات المتحدة، أنا لا أنصح العائلة المالكة ولكني أعمل مع أعضاء الكونغرس للتأكد من أن إيران تخضع للمساءلة، لدى السعوديين مصلحة كبيرة في ذلك، ولدي مصلحة في ذلك. فبغض النظر عما أقوم به مع السعوديين، أنا الرئيس الوطني للائتلاف اليهودي الجمهوري، وسلامة وأمن الولايات المتحدة و(إسرائيل)، أعتقد أنها مرتبطة ببعضها البعض، وإذا سألت رئيس وزراء (إسرائيل) عن أكبر ثلاث قضايا تواجه الوجود الإسرائيلي، فسيقول: رقم واحد هي إيران ، ورقم 2 إيران ، ورقم 3 إيران، وإذا سألت السعوديين ما هو أكبر تهديد لاستقرارهم واستقرارهم في المنطقة، فسيقولون: رقم واحد إيران ، ورقم 2 إيران ، ورقم 3 إيران".

وبالفعل، فإن الائتلاف اليهودي الجمهوري، المنحاز على نحو وثيق إلى حزب الليكود الإسرائيلي ورئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، والعائلة المالكة السعودية، بذل كل جهده لتفادي أي انتقاد لـ(إسرائيل) أو لسياسات السعودية محتجا بسلسلة التهديدات المفترضة التي تمثلها إيران.

مع تزايد أعداد القتلى المدنيين من حرب السعودية في اليمن وتصاعد رد الفعل العنيف ضد دور ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في مقتل "خاشقجي"، فإن سيطرة "كولمان" على صرة نقود حملات الحزب الجمهوري يضعه كمؤثر رئيسي في قدرة الجمهوريين في الكونغرس على الحد من التصرفات العدوانية والمتهورة للسعودية.

المصدر | لوب لوج

  كلمات مفتاحية

السعودية الحزب الجمهوري ترامب نورم كولمان