الكويت تكسر صمتها حول زيارة وزير النفط السرية للسعودية

الخميس 13 ديسمبر 2018 06:12 ص

كسر وزير الخارجية الكويتي "صباح الخالد"، الخميس، صمت بلاده على ما يثار بشأن الزيارة غير المعلنة، التي أجراها وزير النفط الكويتي "بخيت الرشيدي"، الأربعاء، إلى المملكة العربية السعودية.

وقال "الخالد"، خلال مؤتمر صحفي جمعه بوزيرة خارجية النمسا "كارين كنايسل"، إن "العلاقات الكويتية السعودية تستوعب أي أمر طارئ يمر عليها"، في إشارة إلى الخلاف حول إعادة إنتاج النفط في المنطقة المقسومة بين البلدين قبل حل قضية السيادة على الشريط المتنازع عليه بينهما.

وأضاف الوزير الكويتي: "نحن قادرون بقيادة سمو الأمير وخادم الحرمين على مواصلة لقاءاتنا، وبحث كل ما يتعلق بالمنطقة المقسومة، ونتمنى أن نصل إلى حل لهذا الموضوع في أقرب وقت".

جاء ذلك بعد ساعات من كشف صحيفة الأنباء الكويتية النقاب عن زيارة "الرشيدي" للسعودية برفقة الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية "نزار العدساني"؛ للتباحث حول المنطقة النفطية المقسومة.

قاعدة عسكرية

وفي سياق متصل، رد نائب وزير الخارجية الكويتية "خالد الجار الله" على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، الأربعاء، بشأن ما يتم تداوله من ربط بين التعاون العسكري مع بريطانيا والمشكلة الحدودية مع السعودية، قائلا: "إذا كان البعض يربط فنحن لا نربط، وليربط البعض ما يشاء".

وأضاف: "خلافنا مع أشقائنا في السعودية خلاف أشقاء، وأستطيع القول إنه سوء فهم"، لافتا إلى أن التفكير في التعاون العسكري مع بريطانيا "قديم وليس وليد اللحظة، والأمور تتطور وتتبلور أكثر في الكويت"

وتابع "الجارالله": "نرحب بهذا التعاون، ونرحب بتواجد أصدقائنا في المملكة المتحدة على أراضي الكويت لتكريس التعاون العسكري بين البلدين".

وكشفت مصادر دبلوماسية عن محادثات متواصلة منذ أشهر بين الكويت وبريطانيا بشأن التعاون العسكري، أفضت إلى اتفاق على "إنشاء قاعدة عسكرية بحرية بريطانية في الكويت".

وأوضحت المصادر أنه من المقرر أن يناقش كبار المسؤولين في اجتماع لجنة التوجيه مختلف أوجه التعاون بين الكويت وبريطانيا، في مقدمتها التعاون الثنائي في كل القطاعات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية والتربوية.

وأضافت أن اللجنة ستعقد اجتماعها الثاني الأحد المقبل لبلورة ما تم الاتفاق عليه، ووضع الخطة المتعلقة بالأشهر الستة المقبلة.

وساطة أمريكية

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤولين نفطيين على دراية بالمحادثات بين الكويت والسعودية، أن كلا البلدين اقترحتا استئناف عملياتهما في حقول النفط في المنطقة المتنازع عليها بينهما بعد تدخل الولايات المتحدة للتوسط.

وذكرت الصحيفة أن إنتاج النفط في المنطقة المقسومة بين السعودية والكويت قد يستأنف في الربع الأول من العام المقبل (2019)، بطاقة نصف مليون برميل يوميا.

وزعمت المصادر أنه بعد أن اتخذت السعودية قرار المقاطعة ضد قطر، خشيت الكويت أن يتكرر السيناريو ذاته معها، فصعدت أزمة النفط إلى مشكلة سياسية، ولذلك كانت وزارة الخارجية الكويتية - وليس وزارة النفط - أشد معارضي أي صفقة لاستئناف الإنتاج، غير أن هذه المعارضة تراجعت بعدما تلقت الكويت وعدا من الخارجية الأمريكية بضمان أمنها.

وتحاول واشنطن منذ أشهر التوسط بين السعودية والكويت بشأن شريط متنازع عليه من الأراضي الغنية بالنفط بين البلدين يطلق عليه "المنطقة المحايدة"، أو "المنطقة المقسومة".

زيارة أكتوبر

وزار ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" الكويت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لبحث هذه المسألة الخلافية وكيفة تسويتها، وصدرت حينها تسريبات بأن الزيارة لم تكلل بنجاح، وأن ولي العهد عاد إلى الرياض غاضبا.

ورغم أن وزارة الخارجية الكويتية وصفت هذه التسريبات بـ "غير الصحيحة"، إلا أن "بن سلمان" خرج بعدها في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" مؤكدا أن "فريقا من القيادة الكويتية يصر على حل قضايا السيادة قبل استئناف عمليات إنتاج النفط".

وقال ولي العهد السعودي: "نعتقد أنه من المستحيل حل مشكلة عمرها 50 عاما في غضون بضعة أسابيع، لذلك نحاول التوصل لاتفاق مع الكويتيين لمواصلة الإنتاج خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، وفي الوقت نفسه نتفاوض حول قضايا السيادة".

يذكر أن التنازع على شريط المنطقة المقسومة، التي تضم حقلي "الخفجي والوفرة" في عام 1922، ظهر عندما سعت كل من السعودية والكويت الحصول على أحقية تبعية المنطقة بامتداد من الصحراء على طول الخليج الحدودية، واستمر الوضع عالقا لعقود.

  كلمات مفتاحية

الكويت السعودية صباح الخالد العلاقات السعودية الكويتية كارين كنايسل بريطانيا النفط محمد بن سلمان الخفجي الوفرة

تميم يهاتف أمير الكويت عقب القمة الخليجية