عبر نواب بمجلس الشيوخ الأمريكي، عن ارتياحهم لتبني المجلس بالإجماع مشروع قرار يحمل ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" مسؤولية اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"، ويطالب الإدارة الأمريكية بوقف الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده المملكة في اليمن.

ولفت النواب، أن القرار يمنع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، من تجاهل جرائم المملكة.

وأقر المجلس على وقف الدعم العسكري للتحالف بأغلبية 56 صوتاً مقابل 41 صوتاً معارضا، بينما صوت على تحميل مسؤولية جريمة الاغتيال لـ"بن سلمان" بالإجماع.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي "بوب كوركر"، إنه "لم ير من قبل دليلا دامغا بهذا الوضوح في أي إحاطة استخبارية".

وكان "كوركر"، يشير إلى إفادة مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) "جينا هاسبل" للمجلس، الأسبوع الماضي، حول قضية اغتيال "خاشقجي". 

وأضاف: "يسعدني أن مجلس الشيوخ تحدث بصوت واحد، ومرر بأغلبية كبيرة مشروع القرار".

أما السيناتور الديمقراطي "بيرني ساندرز"، فأكد أن "الدعم الأمريكي لحرب اليمن سيكون عائقا أمام التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية"، مشيراً إلى أن "​الكونغرس​ لم يصادق على المشاركة الأمريكية في حرب اليمن، ما يجعلها غير دستورية" حسب قوله.

وأضاف "ساندرز"، أن نتيجة التصويت تقدم رسالة أمريكية للنظام الاستبدادي في السعودية مفادها: "لن نكون بعد الآن جزءا من مغامراتكم العسكرية".

وتابع السيناتور الديمقراطي "ريتشارد بلومنثال"، قائلا: "بالنظر لدور السعودية في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، والقتل الوحشي لخاشقجي، والتسبب بأزمة اليمن، فإن تصويت اليوم كان مستحقاً بشدة".

وشدد السيناتور الديمقراطي "تشاك شومر"، على تكاتف كل أعضاء المجلس من الحزبين لإدانة مقتل "خاشقجي"، وتحميل ولي العهد السعودي المسؤولية.

وزاد: "ترامب لن يستطيع بعد الآن تجاهل هذه الجريمة الفاضحة".

فيما لفت عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس، الديمقراطي "كريس ميرفي"، إلى أن القرار يعد تأكيدا لدور السلطة التشريعية في السياسة الخارجية، باعتباره مساوٍ لدور السلطة التنفيذية.

أما السيناتور الديمقراطية "ديان فاينستاين"، فقالت: "لطالما تغاضينا عن أفعال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وتصويت اليوم رسالة لا تخطئها العين أن مجلسنا لن يدعم انخراط واشنطن في هذا الملف".

وتعد تلك هي المرة الأولى التي يدعم الكونغرس خطوة لسحب القوات الأمريكية من أي مشاركة عسكرية أجنبية، بموجب قانون صلاحيات الحرب.

ويحد القانون من قدرة الرئيس الأمريكي على إلزام القوات الأمريكية في العمليات العدائية المحتملة دون موافقة الكونغرس.

كما جاء تأييد مجلس الشيوخ للقرار، بمثابة توبيخ وتحد للرئيس الأمريكي الذي رفض تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية اغتيال "خاشقجي"، رغم ترجيح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لذلك.

واغتيل "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية، قبل تقطيع جثته، والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها المملكة، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عمن أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.

ويتعين لتمرير قرار الشيوخ قبول مجلس النواب به وتوقيعه من قبل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ليصبح نافذا، وفقا للقانون الأمريكي.