حصاد السينما العالمية في 2018.. المرأة تربح

الأحد 16 ديسمبر 2018 12:12 م

تغيرت ملامح صناعة السينما العالمية، بعدما اندلعت قضية المنتج السينمائي الأمريكي "هارفي واينستين" وحيلته الجنسية التي انطلت على الممثلات اللواتي اعتقدن أنه يريد الحديث معهن حول مشاريعه المقبلة في مخدعه الخاص.

وعندما اكتشفت الممثلات أنهن وقعن في أقدم حيلة سينمائية في التاريخ، تداعت حركات التحرر الجديدة وانبثقت تيارات نسائية تطالب بحق المساواة في الوقت الذي كان المنتج الشهير يتلقى ضربات عشرات القضايا المرفوعة ضده بسبب أفعاله المشينة.

وصرح "هارفي" قبل أيام أن عام 2018 كان "جحيما" بالنسبة إليه، لكنه كان جحيما أيضا للممثل "كفن سبايسي" الذي لم يتعرض للنساء بأي أذى، بل بالرجال فقط، خصوصا الشبان من بينهم.

وأسدل "سبايسي" الستار هذا العام على مهنته السينمائية كممثل؛ فعندما وقعت الفضيحة سارع المخرج "ريدلي سكوت" وشركة "سوني" لاقتلاعه من فيلم "كل المال في العالم" وأعيد تصوير مشاهده مع الممثل "كريستوفر لامبرت"، بديلا.

العنصر النسائي

إلى ذلك، لم يكن موضوع الفصل بين أفلام من إخراج رجال وأخرى من إخراج النساء بالحدة ذاتها كما هو الحال عليه في السنوات الأخيرة وفي هذا العام بالتحديد في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الأفلام التي تخرجها إناث عما كانت عليه في الأعوام القريبة السابقة.

وفي الولايات المتحدة (داخل هوليوود وخارجها) تم تحقيق 81 فيلما من إخراج نساء في عام 2018 بالإضافة إلى أكثر من 25 فيلما رئيسيا في أوروبا ونحو 30 فيلما من إنتاج أفريقي ولاتيني وآسيوي.

أما مهرجانات السينما العالمية فقد استمرت هذا العام بمحاولة درء أسباب النقد الإعلامي لها بالتأكيد على استقبال أفلام من إخراج نساء في مسابقاتها الرسمية حتى وإن لم تكن بالضرورة أفلاما جيدة.

وبحسب "الشرق الأوسط"، لا يُقصد القول إن المخرجات لا يصنعن أفلاما جيدة، لكن القول بأن اختيار الأفلام يجب أن يكون تبعا لجودة الأفلام وليس لجنس المخرج الواقف وراء العمل المعروض، وإن الإعلام الغربي بات جاهزا على نحو آلي لينتقد عدم وجود أفلام نسائية الإخراج في كيانه.

وفي سنة 2018 تم إطلاق ما لا يقل عن 60 فيلما أمريكيا من إخراج نساء، رغم أن معظم هذه الأفلام عرضت في نطاق ضيق وما يجاورها من أفلام أوروبية أو آسيوية أو لاتينية.

وفي مهرجان برلين تكونت المسابقة الأولى من 19 فيلما بينها ثلاثة من إخراج نساء، وأحد هذه الأفلام "لا تلمسني" لـ"أدينا بنتيل" حظي بالجائزة الأولى.

فقط مهرجان فينيسيا الذي استطاع الفرار من هذا المنهج المتكلف وقدم برنامجه من دون اعتذار، مفضلا الأفلام الجيدة على جنس مخرجيها وتميزت برمجته الرئيسية بالعدد الأكبر من الأفلام الجيدة من بين المهرجانين المنافسين الآخرين.

أما أمريكيا، وعلى نطاق تجاري واضح ومن بين عشرات الأفلام التي تم رصدها من إخراج نساء، برزت بضعة أفلام نسائية تتميز بالجودة الفعلية أو تطرح مواضيع تستفيد من حساسية المرأة حيالها.

أكشن للجنس اللطيف

كل هذه الأفلام دفعت إلى الأمام قضايا بمعالجات جادة وفنية، لكن هناك أفلام أخرى توخت العمل على المنوال التجاري الذي برع فيه الرجل طويلا، مثل "ماري ملكة سكوتلاند" لـ"جوزي رورك" وعلى الأخص، "الجاسوس الذي أهملني" لـ"سوزانا فوغل".

ويُشار أن هذا الاتجاه ينتمي إلى ظاهرة كانت انطلقت قبل عدة أعوام لكنها تبلورت في 2018 إلى تيار كامل، وهو اتجاه إنتاج أفلام أكشن من بطولة نسائية مطلقة.

ومعظم هذه الأفلام كان من إخراج رجال، وهذا كان حال فيلم "إبادة" مع "نتالي بورتمن" و"جنيفر جاسون لي" للمخرج "إليكس غارلاند"، و"أوشن 8" مع "ساندرا بولوك" و"كايت بلانشت" و"هيلينا بونام كارتر" من إخراج "غاري روس".

وفي حين أن بطلات هذا الفيلم يخططن للسرقة الكبيرة فقط لتأكيد قدراتهن على القيام بما يقوم به الرجال عادة، نجد بطلات "أرامل" لـ"فيولا ديفيز"، و"ميشيل رودريغيز"، و"إليزابث دبكي" وأخريات، يقمن بها لأسباب اقتصادية محضة.

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

سينما السينما العالمية أوروبا أفلام نساء بطولة نسائية أنا أيضا