هآرتس: من لبنان إلى العراق.. التهديد الإيراني الجديد لـ(إسرائيل)

الأحد 16 ديسمبر 2018 06:12 ص

تدخل عملية "درع الشمال" التي تقوم بها (إسرائيل) لتحديد موقع أنفاق "حزب الله" تحت الحدود اللبنانية، أسبوعها الثاني.

وقد أبلغ جيش الاحتلال حتى الآن عن اكتشاف 3 أنفاق، وما زالت الحفريات مستمرة في عدة مواقع أخرى على طول الحدود، وفق ما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية.

وزار "بنيامين نتنياهو"، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، المنطقة الحدودية للمرة الثانية هذا الأسبوع حيث قام بتوجيه تهديدات لفظية إلى "حزب الله".

لكن كان من الواضح أن الجولة كانت أيضا للاستهلاك المحلي، كما يشير "عاموس هرئيل" المحلل العسكري في "هآرتس".

ويستعد رئيس الوزراء لإجراء الانتخابات العامة المقبلة في (إسرائيل) في غضون عام، وتتيح اجتماعاته المتكررة مع الضباط والجنود أجواء مثالية لرحلته إلى صندوق الاقتراع.

وفي مقال تم نشره الأسبوع الماضي على موقع "إسرائيلي ديفنس"، تحدث العقيد احتياط "بيزاك مالوفاني"، وهو مسؤول كبير سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، عن فيلم دعائي أطلقه "حزب الله" عام 2014.

وكانت المنظمة قد وعدت "بتحرير البعنة ودير الأسد ومجد الكروم"، وهي 3 قرى عربية في الجليل، وقدمت خطة هجومية يشارك فيها ما لا يقل عن 5 آلاف مقاتل.

ووفقا للفيلم، تتقدم الوحدات في 4 صفوف حربية، من "نهاريا" في الغرب، إلى "مسجاف" في الشرق، مع قوة خامسة في الاحتياط.

ويتم توفير غطاء من خلال وابل كثيف من الصواريخ يطلقها "حزب الله" في الجليل.

ورفض المسؤولون الإسرائيليون في ذلك الوقت التعليق على الفيلم ووصفوه بأنه مجرد حرب نفسية.

وحتى الآن، من الصعب تخيل كيف يمكن لحزب الله نقل الكثير من القوات تحت الأرض في أنفاق ضيقة وقصيرة نسبيا، دون أن يتم اكتشافها، وفقا لـ"هرئيل"، الذي يرى أنه من المثير للاهتمام أن حجم القوات التي تم ذكرها يشبه إلى حد كبير العدد التقديري للمقاتلين في وحدة القوات الخاصة في كتيبة "الرضوان" التابعة لحزب الله.

وعندما تضيف الأنفاق التي تم الكشف عنها مؤخرا إلى المعادلة، يكون من الأسهل فهم كيفية تفكير "حزب الله" في المعركة القادمة.

خطط إيران

ويرى "هرئيل" أن خطوات "حزب الله" هي جزء من التغيير في خطط إيران، وفي الأشهر الأخيرة، تراجع تدخل إيران العسكري في سوريا، بما في ذلك الأسلحة المهربة إلى "حزب الله" في لبنان، بسبب الضغوط الروسية.

وفي الوقت نفسه، ضغطت موسكو على (إسرائيل) لتقليل ضرباتها الجوية في سوريا منذ إسقاط السوريين المفاجئ لطائرة استطلاع روسية في سبتمبر/أيلول.

وهذا الأسبوع، وافق الروس في النهاية على استقبال وفد عسكري من (إسرائيل)، برئاسة رئيس إدارة عمليات الأركان العامة في جيش الاحتلال، الميجور جنرال "أهارون هاليفا"، لكن هذا لا يشير إلى نهاية للأزمة.

وفي خضم صعوبات العمل في سوريا، تزيد إيران جهودها في الدولتين المجاورتين، لبنان والعراق.

وفي غرب العراق، يتم نشر صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب (إسرائيل)، وفي لبنان، تحاول طهران بناء مصانع تسمح لها بتحسين دقة صواريخ حزب الله القديمة.

ويصاحب هذه الجهود نزاع يتعلق بأولويات النظام الإيراني، في ضوء العقوبات المتزايدة من جانب الولايات المتحدة، والاحتجاجات اليومية من جانب الإيرانيين بسبب تدهور الاقتصاد.

وفي سوريا، شهد عام 2018 نجاحا استراتيجيا كبيرا للمحور الذي دعم نظام "الأسد "في سوريا، والذي نجح في الاستيلاء على معظم الأراضي السورية ودعم استقرار الحكومة، لكن الإيرانيين أيضا عانوا من الفشل.

وفقا لـ"هرئيل"، كانت إحدى نقاط الفشل هي تباطؤ جهودهم لترسيخ أنفسهم عسكريا في سوريا، بسبب الضربات الإسرائيلية في أبريل/نيسان ومايو/أيار، أما النقطة الأخرى فهي تعرض خطة أنفاق حزب الله للكشف.

ولكن هذا الفشل لا يعني أن "قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، سيضع سلاحه في عام 2019، وفقا لـ"هارتس"، وإذا اعتقدت طهران في المستقبل أن لديها سببا لمهاجمة (إسرائيل)، فمن الصعب تصديق أنها ستتراجع عن إشراك حزب الله، كما فعلت في المواجهة مع (إسرائيل) في سوريا هذا العام.

وفي ضوء المليارات التي استثمرها الإيرانيون في لبنان، سيأتي اليوم الذي يطالبون فيه "نصر الله" بعائد أفضل لأموالهم. 

تحدٍ غير مسبوق

ولقد ركز الخطاب الإسرائيلي ضد إيران في العقد الماضي، على البرنامج النووي. لكن الاتفاق النووي لعام 2015، ورفع العقوبات ضد إيران وفق الاتفاق، والتي عاد بعضها مؤخرا عندما تخلت واشنطن عن الاتفاق، أوضحت تقدم الجهود الإيرانية الأخرى، وأهمها برنامج الصواريخ بعيدة المدى وزيادة نفوذها في المنطقة.

ويرى "هرئيل" أن التهديد العسكري التقليدي ضد (إسرائيل) تضاءل مع انهيار الجيش السوري وعلاقات (إسرائيل) الوثيقة مع مصر، ولكن التهديد الذي تمثله إيران يعد تحديا لم تواجهه (إسرائيل) في الماضي، مع وجود صواريخ ثقيلة موجهة ضد الإسرائيليين والبنية التحتية الاستراتيجية للبلاد، مصحوبة بمحاولات للسيطرة على الأراضي على الحدود، والحرب الإلكترونية، مع وجود احتمالية لفتح جبهة ثانوية في غزة، وهو ما يضع ضغوطا كبيرة على الخطط العسكرية لجيش الاحتلال، خاصة القوات البرية.

ويشهد جيش الاحتلال انقساما حادا حول إذا ما كانت القوات البرية الحالية كافية لمواجهة التهديدات في المحيط الإسرائيلي، خاصة مع توجه "نتنياهو" لبناء جيش أكثر اعتمادا على القوة الجوية والتكنولوجيا والاستخبارات، بدلا من القوات البرية، ونظام الاحتياط، وفقا لـ"هارتس".

المصدر | هآرتس

  كلمات مفتاحية

حزب الله جيش الاحتلال الإسرائيلي الأنفاق الحدودية إيران سوريا

نتنياهو يهدد إيران بمقاتلات إف-35

ف.بوليسي: انهيار لبنان يخرج الصراع الخفي بين إيران وإسرائيل في المتوسط للعلن