ما وراء الحديث المزدوج ليوسف حمزة وبن بيه بالإمارات؟

الأحد 16 ديسمبر 2018 07:12 ص

شن الباحث "توماس باركر" هجوما شديدا على الشيخ "عبدالله بن بيه" رئيس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، ونائبه الداعية والباحث الإسلامي البارز الأمريكي المولد "حمزة يوسف"، واتهمهما بلعب دور رئيسي في إضفاء شرعية على تصرفات الإمارات في جميع أنحاء العالم.

وقال الباحث في مقال مطول تحت عنوان "الحديث المزدوج لحمزة يوسف وعبدالله بن بيه"، ونشره بموقع "trtworld"، إن الإمارات اختتمت في الأسبوع الماضي، المنتدى الخامس لتعزيز السلام في المجتمعات الإسلامية، بحضور عدد من علماء المسلمين، والزعماء الدينيين من مختلف الأديان، بجانب عدد من صانعي السياسية الغربيين.

وأشار الكاتب إلى أن المفارقة تكمن في أن منتدى مخصص للسلام يجري فى الإمارات، لم يغب عن الكثيريين أن الدولة الخليجية المستضيفة هي جزء من تحالف عسكري قائم بقيادة السعودية، يجوع اليمنيين، ويضعهم على أكثر 12 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة لمخاطر المجامعة، وبجانب ذلك، تتهم أيضا بارتكاب مجموعة متنوعة من جرائم الحرب.

وذكر الكاتب أن الكثير من ردود الفعل عبر الإنترنت تركزت حول التعليقات المستغربة، الصادرة عن الداعية الأمريكي الشهير "حمزة يوسف"، والتي أشاد خلالها، بالتزام الإمارات بالتسامح، قائلا: "الإمارات بلد ملتزم بالتسامح، بل إن لديها وزارة للتسامح.. هذا البلد ملتزم بالمجتمع المدني".

ولفت "باركر" إلى أن الأمر الأكثر إثارة للصدمة، من هذه التصريحات للكثيريين، ليس الحديث المزدوج في حد ذاته، لكن من الشخص الذي أطلقه.

وتابع: كيف يمكن للشيخ "حمزة يوسف" -وهو رجل لم يترب الكثير منا على الاستماع دروسه، بل إنه يحظى باحترام كبير، ومعلمه عبدالله بن بيه، وهو باحث إسلامي من أرفع المستويات- أن يشعر بالراحة وهو يمتدح الإمارات بهذا الشكل المنفتح.

وذكر  الكاتب أنه بالنسبة للعديد من الراغبين في التفكير بالأفضل، فإن الافتراض الفوري، سيكون هو ضرورة الفصل بين وضع "حمزة يوسف" و"بن بيه" كشخصيات دينية من السياسية.

وعقب "باركر" الذي يدرس الماجستير في الحضارة من جامعة "ابن خلدون"، وتشمل دراسته  التاريخ العثماني، والفكر السياسي الإسلامي، كما يدرس أيضا العلوم الشرعية، أن هذا الافتراض يتجاهل تاريخ الشيخ "بن بيه" الطويل في السياسية.

ولفت الكاتب إلى أن الشيخ كان عضوا في مجلس الوزراء الموريتاني، كما كان عضوا في المكتب السياسي لحزب الشعب الموريتاني، ولجنته الدائمة من سنة 1970- 1978م.

وأضاف الكاتب أن نجل الشيخ "بن بيه"، الذي يدير أعمال وعلاقات واتصالات والده، لم يسقط بعيدا عن الشجرة، فى منتدي هذا العام، حيث تقدمه سيرته الذاته بوصفه سياسيا.

وذكر الكاتب أنه يبدو أنه في حالة الشيخ "بن بيه" على الأقل لا يمكن فصل الأفكار السياسية عن سياق الحياة، فهو شخص لديه خبرة عميقة في السياسية، وبالتالي يدرك جيدا آثارها على الحياة الواقعية.

وأضاف أن الكثير من أحاديثه، تتصل بعالم ما بعد الربيع العربي، ويوفر السياق للعديد من خطاباته السياسية الأخير، فقد ركزت دعوات الشيخ "بن بيه" على السلام قبل العدالة، ورفع مبدأ لا خروج على الحاكم باعتباره أعلى قاعدة للعلاقات بين الحاكم.

وفي المنتدى الأخير، قال "بن بيه" إن المجتمعات غير المستعدة، تكون الدعوات للديمقراطية فيها بمثابة دعوات للحرب.

وأشار الكاتب إلى أن هذه القول لو جاء من معلق غربي، فسيتم وصمه بسهوله بالاستبداد وما شابه ذلك.

وذكر أن ما يقوله "بن بيه" بالأساس، هو ما قاله البعض، أن الشعوب في الشرق الأوسط ليست مستعدة لممارسة الديمقراطية، وهو أمر يسيء، بشكل أساسي إلى الأسباب التي أمن أجلها قامت ثورات الربيع العربي، ويضيف شرعية دينية إلى الثورات المضادة التي نفذها الأنظمة الاستبدادية،  ومن خلالها  عززت قبضتها من جديد على هذا الدول.

ومضى الكاتب، قائلا: "دعونا لا ننس أن ما نشاهده اليوم في المنطقة ليس حالة مبسطة من الشعوب التي تطالب بالديمقراطية، بل إنه تتويج لعقود من القمع السياسي والحكم السيئ والتدخل الغربي".

وبعبارة أخرى، فإن واجهة الاستقرار، التي سبقت الربيع العربي، على خلفية الانتهاكات العميقة للسلطات والظلم هي نفسها سبب عدم الاستقرار الحالي، وفقا للكاتب.

ولهذه الغاية، فإن السلام الذي يقدمه منتدي "بن بيه" و"حمزة يوسف"، يشبه إلى حد كبير السلام الذي تعرضه الإمارات والسعودية وحلفيتهما (إسرائيل) على الفلسطينيين سلام عنيف مضلل.

المصدر | الخليج الجديد +تي آر تي وورلد

  كلمات مفتاحية

الإمارات بن بيه حمزة يوسف الربيع العربي حرب اليمن الثورات المضادة