السعودية تستنكر قرار الشيوخ الأمريكي: لا نقبل المساس بولي العهد

الأحد 16 ديسمبر 2018 11:12 ص

استنكرت الخارجية السعودية الموقف الأخير لمجلس الشيوخ الأمريكي، معتبرة أنه "بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة ويتضمن تدخلا سافرا في شؤون المملكة الداخلية، ويطال دورها الإقليمي والدولي".

وقال مصدر مسؤول بالوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن إجراءات مجلس الشيوخ "ترسل رسائل خاطئة لكل من يريد إحداث شرخ في العلاقات السعودية الأمريكية".

وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي الخميس الماضي، مشروع قرار بوقف الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي الذي تقوده ​السعودية​ في ​اليمن​ وتحميل مسؤولية اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وحظي التصويت على وقف الدعم العسكري للتحالف بأغلبية 56 صوتاً مقابل 41 صوتاً معارضا، بينما صوت الشيوخ على تحميل مسؤولية جريمة الاغتيال لـ "بن سلمان" بالإجماع. (طالع المزيد).

وأشار البيان إلى أن المملكة سبق لها استنكار جريمة اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"، معتبرا أن ما حدث "لا يعبر عن سياساتها ونهج مؤسساتها"، رافضا في الوقت ذاته محاولات "الخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة".

وأبدى البيان السعودي "استغراب المملكة من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده كل الاحترام".

وأكد البيان على "رفض المملكة التام لأي تعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها".

وساق البيان عددا من الوقائع التي اعتبرها معبرة عن دور السعودية الإقليمي والدولي، مشيرا إلى "مكانة المملكة في العالمين العربي والإسلامي ومكانتها الخاصة في قلوب المسلمين، وأنها ركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم"، على حد قول البيان.

وأضاف أن "المملكة تتمتع بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة".

وأشار البيان السعودي إلى أن "إسهامات المملكة في قيادة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في الميادين العسكرية والأمنية والمالية والفكرية لها الأثر البالغ في دحض التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرها، وحماية أرواح العديد من الأبرياء حول العالم، وذلك عبر تأسيسها وقيادتها للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة وفي هذا السياق تتخذ المملكة موقفاً حازماً إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة النشاطات الإيرانية السلبية عبر حلفائها ووكلائها التي تهدف لزعزعة استقرار المنطقة".

واختتم البيان السعودي بالمطالبة بـ"عدم الزج بالمملكة في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الاستراتيجية المهمة بينهما".

وهذه هي المرة الأولى التي يدعم الكونغرس خطوة لسحب القوات الأمريكية من أي مشاركة عسكرية أجنبية، بموجب قانون صلاحيات الحرب.

ويحد القانون من قدرة الرئيس الأمريكي على إلزام القوات الأمريكية في العمليات العدائية المحتملة دون موافقة الكونغرس.

كما جاء تأييد مجلس الشيوخ للقرار بمثابة توبيخ وتحد للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي رفض تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية اغتيال "خاشقجي"، رغم ترجيح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لذلك.

واغتيل "خاشقجي"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية السعودية في إسطنبول التركية، قبل تقطيع جثته، والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها المملكة، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عمن أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.

ويتعين لتمرير قرار الشيوخ قبول مجلس النواب به وتوقيعه من قبل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ليصبح نافذا، وفقا للقانون الأمريكي.

المصدر | الخليج الجديد + واس

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة مجلس الشيوخ الأمريكي بيان محمد بن سلمان جمال خاشقجي استنكار